واحتج بحديث مكذوب من وضع الزنادقة لتأكيد كلامه وهو أنه عليه الصلاة والسلام قال:(ما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله فإن وافقه فخذوه وإلا فاضربوا به عرض الحائط).
واعتبر رده لحديث سحر النبي - صلى الله عليه وسلم - دفاعاً عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعن دينه وأن البخاري مجرد راوٍ للأحاديث. إلى آخر كلامه.
وأقول: إن الشيخ المذكور ليس أول من أنكر حديث سحر النبي - صلى الله عليه وسلم - ولن يكون آخرهم فإن كثيراً من الفلاسفة والعقلانيين الذين يحكّمون العقل في النصوص قد ردّوا هذا الحديث.
وحديث سحر النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث صحيح رواه الإمامان الجليلان البخاري ومسلم في صحيحيهما فهو حديث متفق عليه ومعلوم عند أهل العلم أن الحديث الذي يرويه الإمامان البخاري ومسلم هو في أعلى درجات الحديث الصحيح كما أن الحديث قد رواه غيرهما أيضاً كالإمام أحمد وابن ماجة وابن حبان.
فحديث سحر النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث ثابت صحيح لا شك في ذلك ولا ريب وكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قد سحر لا يطعن في نبوته ولا في عصمته ولا في رسالته - صلى الله عليه وسلم -.
وقد أجاب علماء الحديث وشرّاحه عن هذا الحديث وبينوا المراد منه.
قال الحافظ ابن حجر: [قال المازري: أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها، قالوا: وكل ما أدى إلى ذلك فهو باطل وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرعوه من الشرائع إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثَمَ، وأنه يوحى إليه بشيء ولم يوح إليه بشيء.
قال المازري: وهذا كله مردود لأن الدليل قد قام على صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ والمعجزات شاهدات بتصديقه فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل وأما ما يتعلق