للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشيباني: أروني طريفاً. فأروه إياه فجعل يتأمله، فقال له طريف: مالك؟

فقال: أتوسّمك لأعرفك، فإن لقيتك في حرب فلله على أن أقتلك أو تقتلني! فقال طريف:

أو كلما وردت عكاظ قبيلةٌ … بعثوا إلىَّ عريفهم يتوسّم

فتوسّمونى إنني أنا ذاكم … شاكي سلاحٍ في الحوادث معلم (١)

تحتي الأغرُّ وفوق جلدي نثرةٌ … زغفٌ تردّ السيف وهو مثلمُ (٢)

ولكلِّ بكريٍّ على عداوةٌ … وأبو ربيعة شانئٌ ومحرم (٣)

حولي أسيد والهجيم ومازن … وإذا حللت فحول بيتي خضم (٤)

فمضى لذلك ما شاء الله.

ثم إن عائذة - وهم حلفاء لبني أبي ربيعة بن ذهل - أغار عليهم طريف في بنى العنبر، وفدكىّ بن أعبد في بني منقر، وأبو الجدعاء (٥) في بني طهية، فالتقوا بمبايض فاقتتلوا قتالاً شديداً، فقتل أبو الجدعاء (٦)، وهرب فدكى، ولم يكن لحمصيصة همّ غير طريف، فلما عرفه رماه فقتله، فقال أبو مارد، أخو بني أبي ربيعة، في قتل حمصيصة طريفاً:

خاضَ الغداةَ إلى طريفٍ في الوغى … حمصيصة المغوار في الهيجاء


(١) في العقد والبيان ٣: ١٠١ والأصمعيات ٦٧ ليبسك ومعاهد التنصيص ١: ٧١:
«شاك سلاحي».
(٢) الأغر: فرسه. الخيل لابن الأعرابي ٦٩، ٧١ والمخصص ٦: ١٩٥، ١٩٦.
الزغف: الدرع الواسعة الطويلة. ا: «زعف» وصححه الشنقيطي مطابقا رواية المراجع السابقة.
(٣) البيان: «ومحلم».
(٤) خضم: قبيلة، وهو اسم العنبر بن عمرو بن تميم.
(٥) ا: «الجذعان» في هذا الموضع و «الجذعا» في تاليه. وجعله الشنقيطي «الجذعان» وكلاهما تحريف صوابه في العقد وابن الأثير.
(٦) ا: «الجذعا» ب «الجذعان» من صنيع الناسخ. والصواب ما أثبت.

<<  <   >  >>