للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عندي دواءه. قال: وما هو؟ قال: العسل. فأكل ثم قال له: هات العسل.

فجدح له فيه سماً فقتله (١). فلما بلغ معاوية قتله قام خطيباً فقال: يا أهل الشام، إن علياً كانت له يدان، إحداهما عمار بن ياسر، والأخرى الأشتر، فقطعهما الله تعالى.

ومنهم:

علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه

كان سبب ذلك أن عبد الرحمن بن ملجم التجوبي وعداده في مراد، والبرك بن عبد الله التميمي (٢) وهو صاحب معاوية، وعمرو بن بكير التميمي (٣)، وهو صاحب عمرو بن العاص - اجتمعوا جميعاً بمكة فتذاكروا أهل النهروان فترحموا عليهم وقالوا: والله ما نعبأ بالبقاء في الدنيا شيئاً بعد إخواننا الذين كانوا لا يخافون في الله لومة لائم، وكانوا مصابيح الهدى. ثم ذكروا الناس فعابوا عليهم أفعالهم، وقالوا: [لو (٤)] أنّا شرينا أنفسنا للّه، والتمسنا غرة هؤلاء الأئمة الضلال فثأرنا بهم إخواننا، وأرحنا منهم العباد. فقال عبد الرحمن: أنا لكم لعلي، وقال البرك: أنا لكم لمعاوية، وقال عمرو بن بكير: أنا لكم لعمرو بن العاص.

فتعاهدوا على ذلك وتواثقوا لا ينكص رجل منهم عن صاحبه الذي سماه حتى يقتله أو يموت دونه. فاتعدوا في شهر رمضان ليلة سبع عشرة (٥) ثم افترقوا على


(١) جدح الشئ: خلطه.
(٢) ا: «التيمي» صوابه في ب. ويقال فيه أيضا «الصريمى» نسبة إلى صريم بن مقاعس، من بنى سعد بن زيد مناة بن تميم. الاشتقاق ١٥٠ - ١٥١.
(٣) ا: «عمر بن بكير» وجعلها الشنقيطي «عمرو». وعند الطبري ٤: ٨٣ «بكر» موضع «بكير».
(٤) ليست في أصل الكتاب. وجاء في الطبري: «فلو شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلالة فالتمسنا قتلهم فأرحنا منهم البلاد، وثأرنا بهم إخواننا».
(٥) وقيل لثلاث عشرة بقيت من شهر رمضان سنة ٤٠. وقيل في شهر ربيع الآخر سنة ٤٠.

<<  <   >  >>