للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في ذلك، ونرهنك من الحلقة (١) مالك فيه وفاء. فقال كعب: إن في الحلقة لوفاء.

ثم إن سلكان شام يده في فود رأسه ثم شم يده وقال: ما رأيت كالليلة طيب عطر قط! ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها حتى إذا اطمأن عاد لمثلها، فأخذ بفودى رأسه ثم قال: اضربوا عدوّ اللّه، فاختلفت عليه أسيافهم فلم تغن شيئاً.

فأخذ محمد بن مسلمة مغولاً (٢) كان معه فوضعه في ثنته وتحامل عليه حتى بلغ عانته.

ومنهم:

أبو رافع سلام بن أبي الحقيق

وهو ممن حزب الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما قتلت الأوس كعباً أرادت الخزرج أن تفعل مثل فعل الأوس، لأنهم كانوا يتبارون بأفعالهم في الجاهلية والإسلام (٣)، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم خمسة نفر لقتل أبي رافع، فخرج عبد الله بن عتيك، ومسعود بن سنان، وعبد الله ابن أنيس، وأبو قتادة الحارث بن ربعي، وخزاعي بن أسود - حليف لهم من أسلم - فخرجوا وأمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عتيك عليهم، ونهاهم أن يقتلوا وليداً أو امرأة. فخرجوا حتى أتوا دار أبي رافع ليلا، فلم يدعوا فيها


(١) في اللسان: «والدروع تسمى حلقة. ابن سيده: الحلقة: اسم لجملة السلاح والدروع وما أشبهها: وإنما ذلك لمكان الدروع، وغلبوا هذا النوع من السلاح - أعنى الدروع - لشدة غنائه». وفي الطبري: «وأراد سلكان ألا ينكر السلاح إذا جاءوا بها».
(٢) في النسختين: «معولا»، تحريف. وفي السيرة والطبري: «فذكرت مغولا في سيفي حين رأيت أسيافنا لا تغنى شيئا». والمغول: سيف دقيق.
(٣) وهذا أيضا هو تعليل ابن إسحاق لمقتله. السيرة ٧١٤. أما الطبري ٣: ٦ فذكر من سبب قتله أنه «كان فيما ذكر عنه يظاهر كعب بن الأشرف على رسول الله صلى الله عليه وسلم». ونحوه في إمتاع الأسماع ١: ١٨٦. وكان مقتل أبى رافع سنة ثلاث، وقيل سنة أربع.

<<  <   >  >>