للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: «إنما النشيد على المسرّة»! فذهبت مثلا. وجاء غلام قد كان الشنفري قتل أباه فضرب يده بالشفرة فاضطربت فقال:

لا تبعدي إما هلكت شامه (١) … فربّ واد قد قطعت هامه (٢)

وربّ حىّ أهلكتْ سوامه … وربَّ خرقٍ قطعت قتامه

وربَّ خرق فصلت عظامه (٣)

ثم قالوا: أين نقبرك؟ فقال:

لا تقبروني إن قبري محرم … عليكم ولكن أبشري أمَّ عامرِ

إذا احتملت رأسي وفي الرأس أكثرى … وغودر عند الملتقى ثمَّ سائري

هنالك لا أرجو حياةً تسرني … سمير الليالي مبسلاً بالجرائر (٤)

وأن رجلاً من بني سلامان رماه بسهم في عينه فقتله، فقال جزء بن الحارث (٥) في قتله:

لعمرك للساعي أُّسيد بن جابرٍ … أحقٌ بها منكم بني عقب الكلب (٦)

وكان الشّنفرى حلف ليقتلن مائة من بني سلامان، فقتل تسعة وتسعين فبقي عليه تمام نذره، فمر رجل من بني سلامان بجمجمته فضربها فعقرت رجله فمات، فتمّ نذره بالرّجل بعد موته:


(١) كذا في ب والأغانى والتبريزي وهو الصواب. وفي الأغانى ٢١: ٩٠ «فقطع يده من الكوع وكان بها شامة سوداء». ا: «سامه»، تحريف.
(٢) الأغانى والتبريزي: فرب واد نفرت حمامه.
(٣) الخرق، بالفتح: الفلاة الواسعة تنخرق الريح فيها، وبالكسر: الكريم يتخرق في السخاء، أي يتوسع فيه.
(٤) مبسلا بالجرائر: مسلما بذنوبه وما يجر على قومه. ا: «بالحوائر»، صوابه في ب.
وانظر الحماسة بشرح التبريزي ٢: ٦٥ والمرزوقي ٤٩٠.
(٥) في النسختين: «جرو بن الحارث» صوابه من شرح المفضليات ١٩٧. وفي الأغانى: «ظالم العامري».
(٦) في النسختين: «حقب الكلب»، صوابه في الأغانى وشرح المفضليات.

<<  <   >  >>