للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقال لها قنة ابن الحمير (١)، فركب في نحو من ثلاثين فارسا حتى يطرقه (٢) فتوقل توبة ورجل من أصحابه في الجبل وأحاطوا بالبيوت، فناداهم توبة: هنا من تبتغون، فاجتنبوا البيوت. فقال بعضهم لبعض: إنكم لن تستطيعوه في الجبل، ولكن خذوا ما استطف لكم من ماله (٣). فاخذوا أفراساً له ولإخوته، ثم انصرفوا. فغزاهم توبة حتى انتهى إلى مكان يقال له حجر الراشدة (٤) ظليل، أسفله كالعمود، وأعلاه منتشر، فاستظل فيه وأصحابه، حتى إذا كان بالهاجرة مرت به إبل هبيرة بن السمين، أخي بني عوف بن عامر بن عقيل، فأخذها وخلى طريق راعيها، فلما ورد (٥) العبد على مولاه أخبره، فنادى في بني عوف فقال: حتى متى هذا؟ فتعاقد منهم نحو من ثلاثين فارساً فاتبعوه، ونهضت امرأة من خثعم كانت فيهم، وكانت تؤخذ (٦)، فقالت: أروني أثره، فخرجوا بها وأروها أثره، فأخذت من ترابه وقالت: اطلبوه فإنه محتبس عليكم. فطلبوه فسبقهم (٧)، وخرج توبة حتى إذا كان بالمضجع من أرض بني كلاب، جعل يداريه ويحبس أصحابه، حتى إذا كان بشعب من هضبة يقال بنت هيدة (٨)،


(١) الأغانى: «بنى الحمير».
(٢) جعلها الشنقيطي: «حتى طرقه» مطابقا ما في الأغانى.
(٣) استطف له الشئ: بدا له ليأخذه. الأغانى: «ما استدنى لكم».
(٤) في النسختين: «الواسدة»، تحريف صوابه في الأغانى، ومعجمى ياقوت والبكري.
(٥) هذه الكلمة ساقطة من ا، وإثباتها من الأغانى، وكتب الشنقيطي موضعها «دخل».
(٦) هذا إعجام الشنقيطي. وفي ا «بوحد»؟؟؟ مهملة. والتأخيذ من الأخذة بالضم، وهي الرقية تأخذ العين ونحوها كالسحر. وفي الأغانى: «وكانت تأخذ لهم» خطأ في الرسم.
(٧) في النسختين: «فسبقوه»، صوابه من الأغانى.
(٨) في النسختين: «بلف هيده؟؟؟»، صوابه من معجم ما استعجم ١٣٥٩. وفي معجم البلدان أنهما هضبتان يقال لهما بنتا هيدة. وفي الأغانى: يقال لها «هتد».

<<  <   >  >>