للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال يهجو الحجاج:

شطَّت نوَى مَن دارُه بالإيوانْ … إيوانِ كسرى ذِي القُوَى والرَّيحانْ

مَن عاش أَمسَى بزابُلستان (١) … والبَنْدَنيجَيْنِ إلى طَبَرْستان

إنَّ ثقيفاً منهم الكَذّابان … كذّابُها الماضي وكذّابٌ ثانٍ

إنَّا سَمونْا للكَفُور الفَتَّان … حين طغَى في الكُفْر بعد الإيمان

بالسِّيدِ الغطريف عبد الرحمن … سار بجمعٍ كالدَّبا من قحطان (٢)

ومن معدً قد أتى ابنِ عدنانْ … بجحفلٍ جمعٍ شديد الأركان

فقل لحجّاج ولىّ الشّيطان … يثبت لجمع مذحج وهمدان

فهم مساقوه بكأس الذَّيفانْ … أو مُلحقوه بقرى ابن مروان

فأسره الحجاج، وقد كان مدحه فأنشده مديحه إياه، فقال: ألست القائل لعدو الرحمن:

بين الأشجِّ وبين قيس باذخٌ … بَخْ بَخْ لوالده وللمولود

لا والله لا تبخبخ بعدها أبداً! وضربت عنقه.

وقد كان مما مدح به الحجاج فأنشده إياه قوله:

سيُغلَب قومٌ غالبُوا اللهَ جهرةً … وإن كايدَوه كان أقوى وأكيدا (٣)

كذاك يضلُّ اللهُ من كان قلبُه … مريضا ومن والى النّفاق وألحدا


(١) في النسختين: «أمشى براء بلستان». تحريف. وزابلستان: كورة واسعة جنوبي بلخ وطخارستان.
(٢) الدبا: صغار الجراد. في النسختين: «كالربا» تحريف. وفي الأغانى:
«بجمع كالقطا».
(٣) الأغانى: «جهلة» بدل «جهرة».

<<  <   >  >>