للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ثعلبة القاتل، قاتله:

نحن الأولى أردتْ ظباتُ سيوفنا … داودَ بين البرقتينِ فحاربِ

خطرتْ عليه رماحنا فتركنه … لمَّا شرعنَ له كأمسِ الذّاهب

وكذاك إنَّا لا تزالُ رماحنا … تنفي العدى وتفيد رغب الراغبِ

كانت لداود ابنتان يقال لهما أمرعة، وأشعرة، وكان حلّفهما بالشام، فقدم عبد العاص التنوخيّ الشام، فبعثت إليه أمرعة تسأله عن أبيها، فعرض لها فلم تفهم، فقال:

حدِّث حديثين أمرعةْ (١) … فإن أبتْ فأربعة

ثم أدعها يا فوزعه … إلى الحديث والدَّعه

ألا تراها مقنعة … وخيلها مسلَّعةْ

في كلِّ عامٍ شعشعه … من عامرٍ ومشجعة

ثم أرسلت إليه أشعرة فحكى لها فلم تفهم، فقال:

حدِّث حديثين أشعرة … فإن أبت فعشرة

يا ربِّ خيلٍ مضمرة (٢) … وغارةٍ محذفرة (٣)

وحلَّةٍ محبَّرة … بين لوى ...... (٤)

ففهمتا قوله فشقتا جيبيهما، وحلقتا رءوسهما، فهما أول من فعل ذلك من العرب.

فوزعة، الذي ذكر: فوزعة بن سلمة بن وثاق بن عمرو بن عوف


(١) أورد الميداني المثل «حدث حديثين امرأة» ولم يتعرض للقصة ولا للرجز.
(٢) ا: «لرب خيل».
(٣) المحذفرة: المملوءة. وليس ما يستوجب أن نجعلها «مسحنفره».
(٤) بياض في النسختين.

<<  <   >  >>