للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* والله لا ينالها يزيد …

وأنشده الأبيات الثلاثة (١) - فقال سعيد: وما تنكر هذا يا معاوية؟ واللّه إنّ أبى لخير من أبى يزيد، وأمّى خير من أم يزيد، ولأنا خير من يزيد. ومع هذا أنا وليناك فما عزلناك، ورفعناك فما وضعناك، ثم صارت هذه الأشياء في يدك فحلأتنا عن (٢) جميع ذلك.

قال معاوية: أما قولك يا ابن أخي: إن أبي خير من أبى يزيد، فقد صدقت رحم اللّه أمير المؤمنين عثمان، هو والله كان خيراً مني. وأما قولك: إن أمي خير من أم يزيد، فصدقت، لعمري لامرأة من قريش خير من امرأة من كلب، وبحسب امرأة أن تكون من صالحي نساء قومها. وأما قولك: إني خير من يزيد، فو اللّه يا ابن أخي ما يسرني أن حبلاً (٣) مد فيما بين العراق فنظم لي فيه أمثالك بيزيد! ولكن انطلق فقد وليتك خراسان.

وكتب له إلى زياد: أن وله ثغرها، وأقم معه على الخراج رجلاً حازماً يحصنه (٤) ويحفظه على أمير المؤمنين. فضرب زياد البعث على أهل السجون والشطار وكل من يلوذ (٥) به من أهل المصر من داعر (٦) وما أشبهه، فصاروا أربعة آلاف؛ وولي أسلم بن زرعة الكلابي على الخراج، ومضى سعيد حتى


(١) هذا تسجيل قديم لعد الشطر من أشطار الرجز بيتا.
(٢) أصل التحلئة في الإبل والماشية: أن تطرد وتحبس عن الورود. ا: «فخلاتنا» وصححه الشنقيطي بما أثبته.
(٣) ا: «جبلا»، صوابه في ب بتصحيح الشنقيطي.
(٤) يحصنه: يحفظه ويصونه. وفي النسختين: «يحضنه».
(٥) في النسختين: «يلوى»، تحريف. لاذ به: أحاط به.
(٦) الداعر: الفاجر المفسد. ا: «ذاعر»، تحريف.

<<  <   >  >>