للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والتوراة والإنجيل، وجاؤوا بزكيره الاصفهاني المجوسي «١» وقالوا هذا هو الإله في الحقيقة وعبدوه، وكان لهم معه ما هو مذكور معروف.

ومثل هذا/ صنع ابو القاسم الحسن بن حوشب بن زاذان الكوفي النجار «٢» حين ظهر بجبال لاعة من ارض اليمن، وكذا صنع من كان منهم بالجند «٣» وعدن من ارض اليمن، وسبوا العلويات، وكل هؤلاء كانوا في اول امرهم يخدعون الناس بأنهم شيعة، وأن المهدي ارسلهم.

وكذا صنع من كان منهم برقّاده والقيروان من ارض المغرب، الى ان قام ابو يزيد مخلد بن كدّاد «٤» بمن معه وحاربهم خمس سنين وضيق عليهم كما صنع الأصفر بأهل الإحساء «٥» ، فلما انكشف أمر أبي يزيد عمن بالمغرب كفوا عن المكاشفة للعامة بشتم الأنبياء وتعطيل الشرائع، وصاروا يخدعون الناس سرا وينقلونهم عن الاسلام بالحيل والأيمان من حيث لا يشعرون شيئا شيئا، وانبثوا وانبسطوا، وبثوا ذلك في ممالكهم، ويقصدون بدعوتهم الديلم والأعراب وكل من يقل بحثه ونظره وله رغبة في الدنيا وشغل بها.


(١) كتب في الحاشية: «جاء القرامطة بزكيرة الاصفهاني المجوسي وقالوا: هذا هو الإله» .
(٢) الحسن بن زاذان المتوفي سنة ٣٠٢ هـ من اتباع ميمون القداح ارسله الى اليمن فخرج فيها واستولى على قسم كبير منها.
(٣) موضع في اليمن، ورسمها في الاصل: الجبد.
(٤) ورد هذا الاسم في تاريخ ابن خالدون غير مرة «كراد» ، وفي عقد الجمان «كندار» وفي العبر للذهبي «كيداد» ، ولعل الأصح ما اثبتناه هنا «كدّاد» . وهو من الخوارج الصفوية. انظر ابن خالدون ٤: ١٤٠، وعقد الجمان حوادث سنة ٣٣٤، والعبر للذهبي ٢: ٢٤٠، ٢٤٢، ٢٥٧.
(٥) يقصد ابا الفضل بن زكريا المجوسي الاصبهاني، كان قدم من اصبهان وموه على القرامطة ابي سعيد الجنابي واخيه ابي طاهر واصحابهما فاتخذوه كاله. وسبب تلقيبه بذلك انه كان يلبس عمامة صفراء وثوبا اصفر، قتله القرامطة بعد ذلك في أوائل الربع الثاني من القرن الرابع الهجري. انظر تجارب الأمم لمسكويه ٥٢- ٥٥ وما بعدها.