للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العرب والعجم، والفصيح والأعجم، ولا يستقيم له، ولا يجري على لسانه، والله عز وجل يقول: «وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ» «١» فمن هذا الجنس مدائحهم لرسول الله صلّى الله عليه وسلم وأهل بيته، وهو الغاية في تكذيبه والطعن في نبوته.

[الرد على علي أن الأئمة كانوا يعلمون المكاره التي كانت ستنزل بهم]

وانظر إلى قولهم فيهم أنهم كانوا يعلمون المكاره التي كانت تنزل بهم، وتفسد أمرهم، وتشمت عدوهم، وكانوا يسعون اليها على عمد وعلم، والله قد أقامهم حتى يحافظوا عباده ويمنعوهم من الفساد، ولا يمكنوا من غفر حمار يهودي، وهم يمكنون من أنفسهم وعيالهم على علم، والله يقول: «وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» «٢» ويقول: «وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ» «٣» «وَخُذُوا حِذْرَكُمْ» «٤» ويقول في قصة سليمان صلّى الله عليه وسلم: «فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ» «٥» يقول عز وجل: إن الجن وعفاريتها كانت تدعي علم الغيب، وفي الانس من يدّعي ذلك لها، وكان سليمان عليه السلام واقفا بإزائها، ويستعملها في تلك الأعمال الشاقة المؤذية المهينة، وهي تعمل خوفا منه، وهو متكىء على عصا كانت في يده، فتوفاه الله عز وجل على تلك الحال، والشياطين لا تعلم، وهي تعمل وتظن أنه يراها ويشاهدها، وكانت إن قصّرت عذّبها، فهي تخاف نكاله بها، فبقيت على هذا حينا من الدهر تظنه حيا وهو قد مات، فلما أكلت دابة الأرض عصاه صلى الله عليه،


(١) ياسين ٦٩
(٢) البقرة ١٩٥
(٣) النساء ٢٩
(٤) النساء ٧١
(٥) سبأ ١٤