للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأهل المعرفة يعلمون أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم كان يعظمه ويجله ويقول فيه:

ما كان لي أن أرفع صوتي بحضرة عمي ويجعله بما لا يتهيأ له إحصاء لطوله في هذا الموضع، وقد كان أمير المؤمنين يجلّه ويعظمه ويقدمه ولا يقطع أمرا دونه، وكان ولده هم خاصة أمير المؤمنين وبطانته، وخلفاء على رعيته كما هو معلوم.

وكذا كان ولده عليه السلام مع ولد العباس بعده، وكلمتهم واحدة، إلى أن وقع الخلاف بين عبد الله بن حسن بن حسن وبين أبي جعفر، وراموا أخذ الأمر منه وانتشبت العداوة منذ ذاك بينهم، «١» لا لشك في النبوة ولا لعداوة قديمة كانت بين رسول الله صلّى الله عليه وسلم وبين أبيهم، ولا بين عليّ والعباس، وها أنت تجد بني العباس يثب بعضهم ببعض، ويقتل بعضهم بعضا، يقتل الأخ أخاه والعم ابن أخيه، أتراها لعداوة في الأصل أو في الآباء والأجداد، وتجد من ولد أبي طالب مثل ذلك، ألا ترى إلى من بطبرستان وبلاد الديلم منهم كيف/ يثب بعضهم ببعض، ويقاتل بعضهم بعضا، وكذا من منهم بصعدة من أرض اليمن، وكذا من منهم بالعراق، يقتتلون في الرئاسة لا لعداوة كانت في الآباء والأجداد، وإنما أكثرنا من ذكر هذا وشبهه وما تعلق بالامامة لأن أكثر الملحدة من هذا الباب يدخلون في خديعة المسلمين وإفسادهم في الدين.

وقد تقدم لك ذكر أوائلهم.

[حول أقوال الباطنية ووسائلهم في استدراج المسلمين الى التخلي عن حقائق الايمان والفرائض]

وفي هذا الزمان منهم مثل أبي جبلة إبراهيم بن غسان، ومثل جابر المتوفي، وأبي الفوارس الحسن بن محمد الميمديّ وأبي الحسين أحمد بن محمد بن الكميت، وأبي محمد الطبري، وأبي الحسن الحلبي، «٢» وأبي يتيم


(١) يقصد الخلاف الذي نشب في خلافة أبي جعفر المنصور بينه وبين عبد الله بن علي المطالب بالخلافة
(٢) جاء في هامش الاصل: «في ذكر كبار أئمة الشيعة في زمان صاحب الكتاب»