للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرشيد، لتعلم ان الذي ادّعى النص وجرّأ الناس على شتم ابي بكر وعمر وعثمان والمهاجرين والأنصار هشام بن الحكم، وهو ابتدأه ووضعه، وما ادعى هذا النص والاستخلاف احد قبله.

ولو كان هشام من اهل القبلة، لما كان دعواه ودعوى مائة ألف معه مثله حجة، فكيف به وليس من اهل القبلة، وهو معروف بعداوة الأنبياء، وقد أخذ مع ابي شاكر الديصاني «١» صاحب الديصانية «٢» وكان معروفا به وبصحبته، فادعى انه من الشيعة، فخلصه بعض اصحاب المهدي حين ادعى انه يتشيع لبني هاشم فلم يصلبه مع ابي شاكر.

وقد ذكره العلماء بالمقالات بمذهب الديصانية، وذكره الحسن بن موسى النوبختي في كتابه «في الآراء والديانات» «٣» حين نقض عليه/ مذهبه في ان الله جسم ونور يتحرك؛ فقال له الحسن: هذا مذهب المانوية نعوذ بالله من موافقتهم. وانما ذكرنا الحسن بن موسى، لأنه من الرافضة.

وقد حكى عن هشام ايضا ابو عيسى الوراق، وابن الراوندي، وأبو سهل بن نوبخت، وهؤلاء كلهم رافضة.

والذين حكى هشام عنهم من الشيعة أن المنافقين أزالوا امير المؤمنين عن مقامه، فقد غلطوا ايضا، فإنه قد بيّنا ان رسول الله صلّى الله عليه وسلم ما كان منه نص في ذلك فيزيله احد من الناس.


(١) انظر الفهرست لابن النديم ص ٤٨٧
(٢) الديصانية احدى فرق الثنوية، وتعتبر اصلا للمانوية وانما اختلفت الفرقتان في كيفية اختلاط النور بالظلمة. انظر الفهرست ٤٨٨
(٣) من كبار المتكلمين ومؤرخي الفرق، ويعتبر كتابه «الآراء والديانات» من اهم ما كتب حول الاديان والمذاهب والفرق. انظر الفهرست ٢٦٥- ٢٦٦