للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أولى بذلك منك، وأنا إمامك وابن عمك، فيقول له عليّ: كانا يقبلان ولا تقبل، أكون معك على امر فيجيئك مرران وسعيد والوليد فيزيلانك عنه.

ثم يقول عليّ رضي الله عنه للناس: من عذيري من هذا؟ أكون معه على أمر فيدع رأيي ويأخذ برأي مروان والوليد، فإن قعدت عنه يشكوني ويقول:

قطعت رحمي ولم تقض حق بيعتي.

فانظر كيف يصنع به الأمور الصغار التي غيرها اولى، ويأخذه بما هو أفضل، ويشير عليه ان يسير بالمسلمين سيرة ابي بكر وعمر، وأن يأخذ بالفضل ولا يترخص ولا يزول من سيرتهما، فأي عاقل تدبر وفكر يقع له ان هؤلاء كانوا يظلمون بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلم ويبدلون القرآن ويعطلون النصوص ويغيرون الشريعة فيسكت عنهم.

وبمثل هذا كانت تشير عليه عائشة رضي الله عنها، وتحذره مخالفة سيرة ابي بكر وعمر، وبهذا كتبت إليه ام سلمة: أي بني، ما لي ارى رعيتك/ عنك مزورين، وعن جنابك نافرين، لا تعف سبيلا كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم لحبها «١» ، ولا تقدح بزند كان اكباها»

، وتوخ حيث توخى صاحباك فإنهما ثكما الأمر ثكما ولم يظلما «٣» والسلام. فأجابها بالجواب المعروف «٤» .

وعتب قوم عليه ان حمى الحمى، وما رآه في خمس أفريقية كما فتحها، وفيمن سيره من اللعّابين بالحمام والرامين بالجلاهق «٥» فيما كان في الكتاب


(١) في القاموس: لحب: سلك، واللحب: الطريق الواضح.
(٢) في القاموس: كبا الزند لم يور.
(٣) في القاموس: ثكم آثارهم: اقتصها، وثكم الطريق: لزمه.
(٤) أم سلمة هي هند بنت أبي امية، احدى زوجات الرسول (ص) ، وكانت قبله عند ابي سلمة عبد الله بن الاسد المخزومي توفيت سنة تسع وخمسين هجرية.
(٥) الجلاهق: البندق الذي يرمى به