للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غير واحد من الأولاد، فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلم أبا بكر كافل بني هاشم ومربي ابنائهم، فربّى اولاد جعفر بن ابي طالب وكفلهم وأدبهم، منهم: عبد الله ابن جعفر بن ابي طالب، وأخوه محمد. وكان عبد الله بن جعفر يذكر من برّ ابي بكر بهم ورأفته وتأديبه لهم ما يطول شرحه. وخلف امير المؤمنين علي وعمر على المدينة في خروجه الى جسر مهران «١» ، وأشار عليه حين تكاتبت الأعاجم بإخراج المسلمين من ديارهم «٢» ؛ وكان يزدجرد بن شهريار ملك فارس الذي أخرجه عمر من ملكه حيّا مقيما عند خاقان ملك الترك وقد صاهره يستعينه على المسلمين، فراسل أهل مملكته بإخراج المسلمين من ديارهم، وأنه يوافيهم في الجيوش ويسير الى المدينة فيقتل عمر ويستأصل الاسلام، فكتب المسلمون الذين في ممالك الفرس الى المسلمين بالكوفة بهذا، وكتب أهل الكوفة الى امير المؤمنين عمر، فخطب الناس وقال: ايها الناس، إن الشيطان قد جمع جموعه، وإن الأعاجم من اهل جرجان وطبرستان والريّ وأصفهان وهمدان ونهاوند، قد تكاتبوا وتعاهدوا في اخراج المسلمين من ديارهم وقصدهم الى بلادكم، وهذا يوم له ما بعده، فأشيروا عليّ.

فقام طلحة بن عبد الله، فقال، / فجزاه خيرا ثم امره بالجلوس، ثم قال:

أشيروا عليّ، فقام عثمان بن عفان، فقال: أرى يا امير المؤمنين ان تكتب


(١) سمي الجسر بذلك لأن قائد الفرس كان مهران بن مهر بنداد الهمذاني وكان قائد المسلمين المثنى بن الحارثة، وسميت المعركة معركة جسر مهران. وكان عمر رضي الله عنه قد هم بالخروج مع المسلمين في تلك الموقعه.
(٢) كان ذلك في سنة ١٩- ٢٠ للهجرة. فقد تكاتبت الفرس واهل الري وقوس واصبهان وهمذان والماهي وتجمعوا الى يزدجرد آخر ملوك فارس. فبعث عمر بعد مشورة الصحابة بجيش وولى عليه النعمان بن مقرن المزني. فتوح البلدان، ٤٢٤.