للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإذا قد أخلف هذا الوعد من قوله: «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ» ، فاعلم ذلك ففيه أتم كفاية.

وهم يقولون: ما ظهر بعد، وإنما يتم ظهوره بقيام صاحب الزمان. وجواب هذا: السكوت عنه والتعجب منه، فإنه ليس مع المكابرة مناظرة.

وقد علم المتأمل كذب من ادّعى أن دين رسول الله صلّى الله عليه وسلم كان في زمن أبي بكر وعمر وعثمان ذليلا ميتا قد أطفىء نوره وقلعت أصوله. / وقد علمنا أن في زمان هؤلاء كسرت الأصنام، وهدمت بيوت النيران وتعطل «١» النوروز والمهرجان وعيد السلامة وعيد الصليب، وتمزق التقويم «٢» وكسر الاصطرلاب، ولما انضاف إلى ذلك من جميل أفعالهم فقد تيقّنّا أن هذا هو المراد من دين الإسلام وهو معنى ظهوره.

ومن عجيب الأمور أن أصحاب الزنجاني القاضي قد تستروا بالتشيع، وهم من عداوة النبي صلّى الله عليه وسلم والطعن عليه وإخراج الناس من دينه بكل حيلة، إذا أرادوا التشفي منه قالوا لنا: الآن انحلّ أمره وبطل دينه، وأوردوا ما قد ظهر من تعطيل الحدود وأخذ المكوس وارتكاب المحرمات وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ويقولون: انظروا إلى وجوه قريش واعتصامهم بالتقويم والاسطرلاب، ورجوعهم إلى أرباب هذه المقالات، وتدبرهم بهم دون الاستخارة بالقرآن والرجوع إلى وصايا نبيهم، وغير ذلك مما قد ارتكبه الملوك والخاصة. ولو استطعنا تسمية أصحاب الزنجاني وذكر القرشيين الذين


(١) في الأصل: تعطيل
(٢) في الأصل: تمزيق