للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الله: «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ» ونحن وأنتم لا نأكل لحم الذبيحة حتى تموت، ولا نأكل السمك حتى يموت، وإنما معنى هذا ان النبي صلّى الله عليه وسلم قد مات وحرام أن تقام شريعته «١» ، وينبغي أن يمتثل أمر العزيز مولانا الذي هو حجة الله، وهذا علم الخاصة. ولكن الفقهاء الحمير وأهل الظاهر لا يعرفون هذا، لذهابهم على إمامهم وليّ الله وحجة الله على خلقه.

ويقولون لطائفة أخرى: ما عليكم صلاة ما دام في الدنيا لكم عدوّ يمنعكم من التمكن في الأرض، فإن الله يقول: «الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ» «٢» ويقولون لآخرين الصلاة شخص، والصلاة عذاب على أهل الظاهر ويرقون الناس بحسب طبقاتهم واحتمالهم للشك والحيرة، وهذه مجالس الترقية كما هو مذكور لهم ومرسوم في البلاغ السابع والناموس الأعظم، ثم يرقون من يثقون به بأنه لا يحرم عليه أمه ولا بنته ولا أخته، ولا خمر ولا خنزير ولا زنا ولا لواط ولا ربا، ولا شيء البتة، وأنه لا يحل لك أن تمنع أخاك ومن هو مثلك في البلاغ السابع/ والعلم الباطن من زوجتك فإنها تحل له كما تحل لك، والاشتراك في الزوجات كالاشتراك في الطعام، والكريم هو الذي «٣» تنكح زوجته بحضرته كما يؤكل طعامه بحضرته، وقد قال افلاطن الغيرة شح في الطبيعة.

فيقال لهؤلاء الدعاة: قد ادّعيتم على رسول الله صلّى الله عليه وسلم وعلى إخوانه من الأنبياء أنهم كذابون محتالون طلاب دنيا ورئاسة، ونحن فقد ذكرنا لكم مجيئه وسيرته وطرفا من آياته وأعلامه، وأن أهل الأرض بأسرهم قد خاصموه


(١) في الأصل «حرام» وقد أضفنا الواو قبلها لأن سياق الكلام يقتضي ذلك.
(٢) الحج ٤١
(٣) أثبت في الأصل بعد كلمة الذي «هو» وقد حذفناها لأنها زائدة.