للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعضهم: محبة الرسول اعتقاد نصرته والذب (الدفاع) عن سنته والانقياد لها وهيبة مخالفته، وقال بعضهم: دوام الذكر للمحبوب، وقال آخر إيثار المحبوب وقال بعضهم: المحبة الشوق إلى المحبوب، وقال بعضهم: المحبة مواطأة القلب لمراد الرب بحب ما أحب وبكره ما كره، وقال آخر: المحبة ميل القلب إلى موافق له، ثم قال: وأكثر العبارات المتقدمة إشارة إلى ثمرات المحبة دون حقيقتها، وحقيقة المحبة الميل إلى ما يوافق الإنسان» .

ويقول أبو عبد الله المحاسبى

«والمحبة فى ثلاثة أشياء لا يسمى محبّا لله عز وجل إلا بها:

١- محبة المؤمنين فى الله عز وجل.

٢- محبة الرسول صلّى الله عليه وسلم فى الله عز وجل.

٣- محبة الله عز وجل فى إيثار الطاعة على المعصية.

«وحقيقة المحبة الميل إلى ما يوافق الإنسان وتكون موافقته إما لاستلذاذه بإدراكه كحب الصور الجميلة والأصوات الحسنة والأطعمة والأشربة اللذيذة وأشباهها مما يميل كل طبع سليم إليها لموافقتها له، أو لاستلذاذه بإدراكه بحاسة عقله وقلبه معانى باطنة شريفة كحب الصالحين والعلماء وأهل المعروف المأثور عنهم السير الجميلة والأفعال الحسنة، فإن طبع الإنسان مائل إلى الشغف بأمثال هؤلاء حتى يبلغ التعصب بقوم لقوم والتشيع من أمة فى آخرين ما يؤدى إلى الجلاء عن الأوطان وهتك الحرم واحترام النفوس أو يكون حبه إياه لموافقته له من جهة إحسانه له وإنعامه عليه فقد جبلت النفوس على حب من أحسن إليها» .

ثم ذكر بعد ذلك أنّ هذه الأنواع المسببة للمحبة كلها مجتمعة فى شخصيته صلّى الله عليه وسلم أتم وجه حيث قال: «فإذا تقرر لك هذا نظرت هذه الأسباب كلها فى حقه صلّى الله عليه وسلم فعلمت أنه جامع لهذه المعانى الثلاثة الموجبة للمحبة. فقد تميز بجمال الصورة والظاهر وكمال الأخلاق والباطن، كما تميز بإحسانه

<<  <   >  >>