عبادك في ذريته، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله وقال: لا تغفلوا عن آل جعفر أن تصنعوا لهم طعاما فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم» انتهى.
أي وفي لفظ «دخل صلى الله عليه وسلم على فاطمة رضي الله عنها وهي تقول: واعماه، فقال صلى الله عليه وسلم على مثل جعفر فلتبك الباكية» وفي لفظ «البواكي» ثم قال صلى الله عليه وسلم «اصنعوا لآل جعفر طعاما، فقد شغلوا عن أنفسهم اليوم» وفي رواية «فإنهم قد شغلهم ما هم فيه» .
وعن عبد الله بن جعفر رضي الله تعالى عنهما «أن سلمى مولاة النبي صلى الله عليه وسلم عمدت إلى شعير فطحنته ونسفته ثم طبخته وأدمته بزيت، وجعلت عليه فلفلا، قال عبد الله رضي الله عنه: فأكلت من ذلك الطعام، وحبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع إخوتي» وفي لفظ «أنا وأخي في بيته ثلاثة أيام، ندور معه صلى الله عليه وسلم كلما صار في بيت إحدى نسائه، ثم رجعنا إلى بيتنا» وهذا الطعام الذي فعل لآل جعفر رضي الله عنهم، قال السهيلي هو أصل في طعام التعزية وتسميه العرب الوضيمة، كما تسمي طعام العرس الوليمة، وطعام القادم من السفر النقيعة، وطعام البناء الوكيرة.
قال عبد الله رضي الله عنه:«ودعا لي صلى الله عليه وسلم وقال: اللهم بارك له في صفقة يمينه، فما بعت شيئا ولا اشتريت شيئا إلا بورك لي فيه» .
ولما قدم عليه صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه بخبر الجيش قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن شئت فأخبرتني، وإن شئت فأخبرتك، قال: فأخبرني يا رسول الله، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرهم كله ووصف له، فقال: والذي بعثك بالحق ما تركت من حديثهم حرفا واحدا لم تذكره، وإن أمرهم لكما ذكرت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله رفع لي الأرض حتى رأيت معركتهم، أي وحين رأى ذلك صلى الله عليه وسلم، قال قد حمي الوطيس: أي حميت الحرب واشتدت، وقال صلى الله عليه وسلم: «مثل لي جعفر وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة في خيمة من در كل واحد منهم على سرير، فرأيت زيدا وابن رواحة في أعناقهما صدودا: أي اعتراضا، ورأيت جعفر مستقيما ليس في عنقه صدود، فسألت، فقيل لي: إنهما حين غشيهما الموت أعرضا بوجههما، وأما جعفر فإنه لم يفعل» .
وعن قتادة رضي الله عنه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لما قتل زيد أخذ الراية جعفر رضي الله عنه، فجاءه الشيطان لعنه الله فحبب إليه الحياة وكرّه إليه الموت ومناه الدنيا ثم مضى حتى استشهد رضي الله عنه.
قال وفي رواية «رأيتهم أي فيما يرى النائم» وفي رواية: «لقد رفعوا إليّ أي في الجنة فيما يرى النائم على سرير من ذهب، فرأيت في سرير عبد الله بن رواحة ازورارا عن سريري صاحبيه: أي انحرافا؟ فقلت مم هذا؟ فقيل لي: مضيا وتردد عبد الله بعض التردد ثم مضى» انتهى. أي فإنه كما تقدم صار يستنزل نفسه ويتردد في