مظالمه حتى ضاق به الشعب ذرعاً، فلما سار سانشو في قواته إلى جليقية، ألفى غرسية نفسه في مأزق حرج، ولم يستطع أن يحشد سوى قوة صغيرة، وأبى جيرانه المسلمون معاونته. والتقى بجيشه الصغير مع أخيه قرب شنترين، فهزم هزيمة شديدة، وقتل معظم أصحابه، ووقع أسيراً في يد أخيه، ولم يفرج عنه إلا بعد أن أقسم بالخضوع والطاعة، وعندئذ سار في نفر من صحبه إلى إشبيلية، والتجأ إلى أميرها (أواخر سنة ١٠٧١ م).
ولم يبق بعد ذلك خارجاً عن سلطان سانشو، سوى مدينتي سمورة، وتورو اللتين تحكمهما أختاه أوراكا وإلبيرة. وكان سانشو يحقد على أختيه لعطفهما على أخيه ألفونسو، ويخشى دسائسهما ومساعيهما الخفية، فعول على الاستيلاء على المدينتين، وحاول في البداية أن يحقق غرضه بالمفاوضة، فعرض على أختيه أن يعوضهما عن المدينتين بأملاك أخرى، فرفضتا ولم تحفلا بوعيده.
وعندئذ سار في قواته، واستولى أولا على قلعة تورو، ولم تبد صاحبتها إلبيرة كبير مقاومة، ولكن أوراكا صممت على الدفاع عن سمورة، معتمدة في ذلك على مناعة المدينة، وعلى معاونة طائفة قليلة من الجند المخلصين، وعلى رأسهم الفارس الباسل آرياس كونثالث. وحاول سانشو أن يقتحم المدينة أولا، ولكنها امتنعت عليه، فضرب حولها الحصار، واستمر حيناً، وهو يهاجمها من آن لآخر. وفي ذات يوم نفد إلى معسكره فارس، وطلب مقابلته لينبئه عن أحوال المدينة المحصورة. وما كاد الفارس يراه حتى طعنه بحربته وأرداه مضرجاً بدمائه، وفر إلى المدينة هارباً. ولم تكن هذه الجريمة بعيدة عن تدبير أخته الجريئة أوراكا، وكان ذلك في ٦ أكتوبر سنة ١٠٧٢ م.
وفي الحال سرى الذعر إلى المعسكر القشتالي، وانفض عنه الجند الليونيون والجلالقة، إذ كانوا يقاتلون رغماً عنهم، وحمل القشتاليون جثمان مليكهم القتيل، ودفنوه في دير " أونيا "، وهكذا سقط سانشو صريع أطماعه وبغيه، بعد أن حكم ثمانية أعوام فقط، وقد سمي بالقوي El Fuerte لجرأته وشجاعته.
واجتمع الأشراف في برغش، وأجمعوا على استدعاء ألفونسو ليتولى الحكم مكان أخيه، بشرط واحد هو أن يقسم بأنه لم يشترك بأي حال في تدبير مقتل أخيه سانشو، وبعثوا إليه رسلهم في طليطلة. وبعثت إليه كذلك أخته