للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما ملئت جوراً، وأنه يكون من عترة الرسول من ولد فاطمة (١)، وما ورد في شأن خروج الدّجال وهزيمته (٢). ثم يلي ذلك كلام طويل في بابين لا عنوان لهما، وكلاهما يفيض بالأحاديث والأقوال المأثورة المتعلقة بالجنة والنار (٣).

وبعد أن يحدثنا ابن تومرت عن " الغلول والتحذير منه " وهو الخيانة، ويقدم إلينا في ذلك طائفة من القصص النبوية، يختتم كتابه بفصل طويل في " تحريم الخمر ". وقد رأينا فيما تقدم من حياة ابن تومرت، كيف كانت الحملة على الخمر ومطاردتها، وإراقتها وكسر أوانيها، من أخص ما شغله في دعوته إلى إزالة المنكر، وكيف أنه كان يتعرض لصنوف من السخط والأذى، كلما نشط إلى ذلك، وهو يقرر أن الخمر محرمة " بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة " ويستعرض ما ورد في ذلك من الآيات والأحاديث، ويبين لنا أنواع الخمر المجمع على تحريمها في عصر الإسلام، وهي التي كانت تصنع من العنب والتمر والعسل والشعير، وهي كلها محرمة في رأيه قليلها وكثيرها، ومن الواجب إراقتها وكسر أوانيها، وهو يؤيد أقواله هنا بمختلف الأحاديث وأقوال الصحابة (٤).

أما الفصل الأخير من الكتاب، وهو الذي يلي " كتاب تحريم الخمر " وعنوانه " كتاب الجهاد " فهو ليس من تأليف ابن تومرت، وإنما هو من تأليف الخليفة أبى يعقوب يوسف، ولد الخليفة عبد المؤمن بن علي وذلك حسبما يبدو من النبذة التي اختتم بها الكتاب، وأشير فيها إلى تمام " كتاب الجهاد " وجميع تعاليق " الإمام المعصوم، المهدي المعلوم، وذلك مما أملاه سيدنا الإمام الخليفة أمير المؤمنين .. وذلك في العشر الأواخر من شعبان سنة تسع وسبعين وخمسمائة " (٥).

وكتاب الجهاد، والترغيب فيه، يضم طائفة كبيرة من الأحاديث التي وردت في فضل الجهاد، والحث عليه. وتبيان محاسنه، وفضل الشهادة في سبيل الله.

ويلحق بذلك الكلام على الجهاد بالمال وما ورد فيه أيضاً من الأحاديث (٦). وهذا


(١) كتاب محمد بن تومرت ص ٣٠٥ و ٣٠٦.
(٢) كتاب محمد بن تومرت ص ٣٠٩.
(٣) كتاب محمد بن تومرت ص ٣١٣ - ٣٤٦.
(٤) كتاب محمد بن تومرت ص ٣١٣ - ٣٧٦.
(٥) كتاب محمد بن تومرت ص ٤٠١.
(٦) راجع كتاب الجهاد (من كتاب محمد بن تومرت) ص ٣٧٧ - ٤٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>