للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل وما ورد فيه من الأحاديث العديدة، يتفق تمام الإتفاق مع ما أثر عن مقدرة الخليفة أبي يعقوب يوسف العلمية، وبراعته في علم الحديث، والعلوم الشرعية، وتقدمه " في علم الإمام المهدي " (١).

- ٦ -

إن كتاب " أعز ما يطلب " حسبما تبين من استعراض فصوله ومحتوياته، يمكن أن يعتبر وصية ابن تومرت العقدية والسياسية، ويمكننا أن نعتبر ما ورد فيه من تعاليم ومبادىء، خاصة بالإمامة والزعامة السياسية والدينية، أساس الدولة الموحدية الروحي والسياسي. على أن ابن تومرت قد ترك لنا بالعربية مؤلفاً آخر، هو كتاب "الموطأ " المسمى " موطأ الإمام المهدي " وهو كتاب ضخم يتناول فيه، على نسق " موطأ الإمام مالك "، أبواب العبادات والمعاملات والحدود.

ونحن نعرف أن مذهب الإمام مالك (٢) كان منذ أواخر القرن الثاني للهجرة، هو المذهب المفضل في المغرب والأندلس. وبالرغم من أن ابن تومرت قد درس بالمشرق، على عدد من أقطاب عصره، فإنه لبث على تقاليد علماء المغرب الراسخة، من اتباع المذهب المالكي، ومن ثم فإنه يقدم لنا ثمرة شروحه للعبادات والمعاملات والحدود، أو بعبارة أخرى لعلم الفروع، متسمة باسم موسوعة الإمام مالك، جارية على مذهبه وآرائه، بل إنه ليبدو، حسبما جاء في مقدمة ْ " موطأ " ابن تومرت، أن مصنفه ليس إلا مختصراً من مصنف الإمام مالك.

فقد جاء في مقدمة طبعته التي نشرت بالجزائر في سنة ١٣٢٣ هـ (١٩٠٥ م)، ما يأتي: " قابلنا موطأ المهدي بموطأ الإمام مالك، من رواية يحيى بن يحيى، فوجدناه مختصراً منه بحذف الأسانيد مع تقديم وتأخير وزيادة تراجم وتفاصيل على أسلوب مفيد وترتيب سديد ".

ويحتوي موطأ المهدي على سفرين: يتناول السفر الأول الكتب الآتية: الطهارة والصلاة، والجنائز والصيام، والاعتكاف والزكاة، والحج والجهاد، والإيمان والنذور.

ويتناول السفر الثاني الكتب الآتية: الضحايا والعقيقة، والذبائح والصيد، والأشربة، والحدود، والنكاح، والطلاق، والرضاع، والبيوع، والشفعة،


(١) ابن صاحب الصلاة في كتاب " المن بالإمامة " المخطوط السالف الذكر لوحة ٤٦ أ.
(٢) الإمام مالك بن أنس (٩٥ - ١٧٩ هـ) أحد أقطاب المذاهب الأربعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>