للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينوه في كتابه بما جبل عليه المصامدة، وهم عماد الجيوش الموحدية، من ميل إلى سفك الدماء، وكيف أنه وهو في بلاد السوس (في أوائل القرن السابع) مهد المصامدة، قد شهد من ذلك العجب (١).

والآن نقف أمام صفحة دموية جديدة كتبها الخليفة عبد المؤمن وصحبه الموحدون، عقب انتصارهم على القبائل الثائرة، وهي صفحة يقدم إلينا البيذق تفاصيلها الرهيبة فيما يسميه " الاعتراف " أعني الاعتراف بطاعة التوحيد.

وذلك أن الخليفة عبد المؤمن، عقب عوده ظافراً إلى مراكش، عقد للموحدين مجلساً، ووعظهم وكتب لهم الجرائد بالوعظ والاعتراف، ووزعها على أشياخ الموحدين، وأمرهم باستعمال السيف في تنفيذها. ومؤدي ذلك أنه عهد إلى أشياخ مختلف القبائل وزعمائها، كل بجريدة أو قائمة، تحتوي على مئات من أسماء المارقين، والمشكوك في ولائهم، أو من يصفهم البيذق " بأهل التخليط والمعاندين " ووجوب قتلهم، وتطهير القبائل والبطون منهم، ونحن نكتفي بأن ننقل مما يورده لنا البيذق من الأسماء والتفاصيل الكثيرة، أسماء القبائل، وعدد من أعدم منها، على الوجه الآتي:

أعدم من قبيلة هزميرة خمسمائة، وأعدم من رجراجة ثمانمائة، وأعدم من حاحة ثمانمائة، وأعدم من أهل السوس ستمائة من أهل إيجلي، وستمائة من أهل إينجيست، وأعدم من أهل جزولة مائتان في تاعجيزت وثلاثمائة في هشتوكة، وأعدم من هسكورة ثمانمائة، وهوجمت بقية بطونهم حتى بلغ عدد القتلى ألفين وخمسمائة، وأعدم من أهل تادلا خمسمائة في محلة نظير، ثم هوجم منهم أهل تيفسيرت وقتلوا، وأخذت غنائمهم ونساؤهم، وقتل من صنهاجة وجراوة ألف في موضع يسمى بالعمري، وقتل من زناتة ستة آلاف بأرض فازاز، وقتل من صاربوه وبني ماكود اثنا عشر ألفاً، وقتل من غمارة في تطاوين ثمانمائة، وقتل في مكناسة مائتان، وفي فاس ثمانين، وقتل في تامسنا ستمائة من أهل برغواطة، وقتل من دكالة ستمائة، ومن هيلانة ثمانمائة، ومن وريكة وهزرجة مائتان وخمسون، ومن لجاعة مائة وخمسون، ومن درعة ستمائة. ونجا أهل سجلماسة بدعاء عابد فيهم استجاب الله دعاءه (٢).


(١) المعجب للمراكشي ص ١٠٦.
(٢) أخبار المهدي ابن تومرت ص ١٠٩ - ١١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>