للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحتشد في البلاط المرابطي إلى جانب ابن القصيرة، عدة من أعلام الكتاب وأئمة البلاغة في ذلك العصر، منهم بنو القبطرنة وهم أبو بكر بن عبد العزيز البطليوسي، وأخواه أبو الحسن وأبو محمد، وقد كانوا من أهل بطليوس، ومن كتاب دولة بني الأفطس، وقد كتب ثلاثتهم بعد ذهابها عن أمير المسلمين علي ابن يوسف، وكانوا جميعاً من أكابر الكتاب والشعراء. وكان أبو بكر المتوفى سنة ٥٢٠ هـ (١١٢٦ م) فيما يبدو عميدهم في النباهة والبلاغة، أو حسبما يصفه ابن بسام " علم بردهم، وواسطة عقدهم ". وقد ذكرهم صاحب القلائد، وأورد لنا طرفاً من منظومهم ومنثورهم، وكذا ابن الخطيب في الإحاطة، وابن سعيد في المغرب (١).

ومنهم وزير بني الأفطس وكاتبهم وصاحب مرثيتهم الغراء، أبو محمد عبد المجيد بن عبدون، المتوفى سنة ٥٢٠ هـ (١١٢٦ م)، وقد سبق أن أتينا على ترجمته في " دول الطوائف " (٢).

وأبو القاسم محمد بن عبد الله بن الجَد الفهري، وهو من أهل لبلة، برع في الفقه والأدب، وسكن إشبيلية، وخدم في بداية أمره دولة بني عباد. ولما ذهبت دولتهم، تولى خطة الإفتاء بلبلة، نم استُدعى للكتابة في بلاط علي ابن يوسف، واستمر في منصبه حتى توفي في سنة ٥١٥ هـ. وقد أورد لنا صاحب القلائد طرفاً من نظمه ورسائله، ومنها رسالة عن أمير المسلمين إلى أهل سبتة، بولاية الأمير يحيى بن أبى بكر الصحراوي لفاس وسبتة، ورسالة إلى أبى محمد عبد الله بن فاطمة والي إشبيلية، يدعوه فيها إلى التزام الحق واتباع العدل، والرفق بالرعية، ورسالة إلى أهل إشبيلية يحثهم فيها على نبذ الشقاق والتطاحن (٣).

وكان منهم أخيراً، أبو عبد الله بن أبى الخصال، وأخوه أبو مروان عبد الملك. وأبو عبد الله هو محمد بن مسعود بن خلصة، ابن أبى الخصال الغافقي، أصله من كورة جيان من أهل شقورة، ولد في سنة ٤٦٥ هـ، وسكن قرطبة وغرناطة، وبرع في الحديث وعلوم اللغة والسير، وبرع في الكتابة والنظم،


(١) راجع قلائد العقيان ص ١٤٨ - ١٥٥، والإحاطة (١٩٥٦) ج ١ ص ٥٢٨ - ٥٣١، والمغرب في حلى المغرب ج ١ ص ٣٦٧ و ٣٦٨.
(٢) راجع كتابنا دول الطوائف ص ٤١١.
(٣) ترجم ابن بشكوال لابن الجد في الصلة (القاهرة) رقم ١٢٦٧، وقلائد العقيان ص ١٠٩ - ١١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>