من زوجه أوراكا ولدين، هما ألفونسو وسانشا. وقد نصت وصية ألفونسو أن تتولى عرش قشتالة بعد وفاته إبنته أوراكا، أرملة الكونت، ورأى في الوقت نفسه تقوية لجانب العرش وسعياً إلى توحيد اسبانيا النصرانية، أن تتزوج أوراكا من ألفونسو الأول المحارب ملك أراجون ونافارا. وعلى أثر وفاة الملك الشيخ اجتمع نواب المملكة (الكورتيس) من الأشراف والأساقفة ورجال الدين وحكام الولايات والفرسان في مدينة ليون، وأقروا وصية الملك الراحل، وكان أشراف قشتالة، بالرغم من تخوفهم من جرأة ملك أراجون، يخشون ألاّ تقوى أورّاكا وحدها على تحمل أعباء الملك، والدفاع عن المملكة، وأنه لابد أن يكون إلى جانبها أمير قوي يستطيع أن يرد هجمات المسلمين، ومن ثم فقد وافقوا على هذا الزواج. ووافقت أوراكا رغم ارادتها تنفيذاً لوصية أبيها، وتقرر أن تحل مسألة العرش على النحو الآتي: أن تكون أوراكا ملكة قشتالة وليون وأشتوريش وأن يمنح ولدها الطفل ألفونسو ريمونديس، (أي ابن ريمون) مملكة جليقية مع بقائها تحت سلطان قشتالة، وأن يمنح الكونت هنري زوج أختها تريسا إمارة البرتغال كتابع لعرش قشتالة. فإذا لم تعقب أوراكا من زواجها بألفونسو ملك أراجون، فإن المملكة كلها تؤول بعد وفاتها، إلى ولدها ألفونسو ريمونديس، أعني إلى حفيد ألفونسو السادس.
وتم زواج ألفونسو الأول وأوراكا في حصن منيون في أكتوبر سنة ١١٠٩ م.
وفي العام التالي (١١١٠ م)، سارت الملكة في قوات قشتالة مع زوجها الملك، إلى أراضي ناجرة وسرقسطة الإسلامية. وكان المرابطون قد احتلوا يومئذ سرقسطة، فعاث ألفونسو في تلك المنطقة ولكنه لم ينل مأرباً. وسرعان ما دب الشقاق بينه وبين زوجه أوراكا، وظهر الخلاف واضحاً بين الزوجين في كل شىء.
وكان التنافس بين الزوجين على السلطان مصدر الخلاف الرئيسي. وكانت أوراكا امرأة وافرة الكبرياء والطموح، فحاولت أن تستأثر بجميع السلطات في قشتالة والأراضي التابعة لها، وعمدت إلى إبعاد سائر الرجال الذين يشك في ولائهم المطلق لها، ورفعت من اصطفتهم إلى أرفع مناصب الدولة. فثار ألفونسو غضباً لذلك، وصمم على ألا يتنازل عن حق من حقوقه الملكية. يقول المؤرخ لافونتي: " لقد اقترنا دون حنان، وكان الأمير الأرجوني موهوباً يتمتع بصفات الجندي الخشنة، أكثر منه بالخلال التي تجعل منه زوجاً رقيقاً. وكانت الملكة من جانبها لا تراعي