للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التحف المنهوبة، وأصلحت الكنيسة والقصر الأسقفي المجاور لها على نفقة الثوار.

واستطاع الأسقف ديجو فوق ذلك أن ينال من البابا كالستوس الثاني رتبة المطرانية (الكردينال)، والبابا كالستوس هو أخو الكونت ريمون والد الملك الصبي ألفونسو، وكان منح الأسقف هذا اللقب ثمناً لمؤازرته للملك، واشتُرط في منحه أن يستمر الأسقف في مؤازرته.

خرجت الملكة أورّاكا بعد ذلك في قواتها، ومعها قوات شنت ياقب تحت قيادة المطران ديجو، لمحاربة أختها تريسا ملكة البرتغال واسترداد أراضي توي وأورنسي منها، ونفذت إلى أراضي البرتغال، وحاصرت تريسا في حصن لانيوسو، ولكن تريسا استطاعت الفرار بمعاونة بعض الأشراف الجلالقة، وربما أيضاً بمعاونة المطران الماكر، وقد أبدى رغبته فجأة في أن يعود بقواته إلى شنت ياقب، وهو ما حمل أوراكا على الشك في ولائه. وانتهت المفاوضات التي تلت بين الأختين عن نتيجة لم تكن متوقعة، هي أن تتنازل أوراكا لأختها عن أراضٍ من أحوات سمورة وطورو وشلمنقة، في نظير أن تتعهد تريسا بمعاونتها ضد جميع خصومها، مسلمين كانوا أو نصارى، وألا تعاون أحداً من الأشراف الثائرين ضدها. وعلى أثر ذلك عادت أوراكا على رأس حملتها الغازية إلى جليقية. ولكنها دبرت أن تعبر قوات شنت ياقب النهر أولا، وما كاد يتم عبورها، حتى أمرت بالقبض على المطران ديجو، وزجه إلى أحد الحصون، وقُبض كذلك على إخوته الثلاثة، وعلى صديقيه مطران براجا وأسقف أورنسي، وكانوا جميعاً مع الجيش.

وكان لهذه الإجراءات العنيفة أعمق وقع في شنت ياقب وفي رومة. ففي شنت ياقب ثار الشعب سخطاً، وبدا غضبه بأجلى مظاهره حينما قدمت الملكة إلى المدينة المقدسة لتشهد الاحتفال بعيد القديس ياقب. وأما عن موقف رومة، فقد أرسل البابا كالستوس إلى سائر مطارنة اسبانيا، بأن يعقدوا مجلساً دينياً، وأن يصدروا قراراً بنفي الملكة من الكنيسة، إذا لم تفرج عن المطران خلمريث، وترد إلى الكنيسة أملاكها المغصوبة. ومن جهة أخرى فقد ثار شعب شنت ياقب، وهدد الملكة بالويل إذا لم تفرج عن المطران، وزاد في حماستهم وثورتهم مقدم الملك الفتى ألفونسو ريمونديس على رأس قواته. وعندئذ اضطرت أوراكا، أن تطلق سراح المطران وزملائه المعتقلين. ولكنها لم تقم برد أملاك الكنيسة، وأملاك المطران المنزوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>