في حملته إلى بيونة، وقتل أمام أسوارها. أما أخوه الكونت ردريجو، فقد طارده ألفونسو، وضيق عليه، حتى أذعن إلى طلب الأمان والعفو، وأقسم أنه سوف يلتزم منتهى الولاء والإخلاص، فعفا عنه ألفونسو وعينه حاكماً لطليطلة، وأبدى الكونت غيرة في خدمة العرش. وتتبع ألفونسو في نفس الوقت باقي الأشراف الثائرين فأخضعهم، واحتل حصونهم تباعاً، وأبدى في معاملتهم إغضاء ورفقاً. وبذلك استطاع أن يحقق السكينة والسلام في ربوع قشتالة.
ولم يبق أمام ألفونسو لاستكمال سلطانه، سوى استرداد الأراضي والحصون التي انتزعتها خالته دونيا تريسا ملكة البرتغال، وكانت ما تزال متمسكة بما اقتطعته من أراضي جليقية وحصونها، بل كانت تحاول الاستيلاء على أرض أخرى، وكانت عندئذ قد وثقت علاقتها الغرامية بالكونت فرناندو بيرث ولد الكونت دي ترافا مؤدب ألفونسو السابق، وأضحت هذه العلائق فضيحة ملكية على نحو ما كانت علائق الملكة أوراكا بخليلها الكونت دي لارا، وكان لها أسوأ الأثر. فسار ألفونسو ريمونديس في قواته ومعه خلمريث مطران شنت ياقب، ونفذ إلى أراضي جليقية والبرتغال، وقضى على كل مقاومة ومعارضة، سواء من جانب أشراف جليقية أو من جانب قوات تريسا. وكان البرتغاليون ينقمون على ملكتهم تهورها واستهتارها، وتركها أمور المملكة لخليلها الكونت بيريث، ويطالبون بتقديم ولدها الأمير الصبي ألفونسو هنريكيز. ولما آنس القواد البرتغاليون ضعفهم، وحرج مركزهم أمام ضغط ملك قشتالة، أعلنوا باسم ألفونسو هنريكيز، أنهم يعتبرون البرتغال مستظلة بحماية ليون، ومليكها ألفونسو ريمونديس، وهكذا عاد ألفونسو ريمونديس ظافراً، بعد أن قضى على مشاريع خالته تريسا العدوانية.
وكان ألفونسو ريمونديس قد تزوج أثناء ذلك من دونيا برنجيلا، ابنة رامون برنجير الثالث أمير برشلونة (سنة ١١٢٨ م)، وكان هذا الزواج عاملا في توثيق علائق المودة والتحالف بين قشتالة وإمارة برشلونة، واستطاعت هذه الأميرة الحسناء الموهوبة، أن تحرز برقتها وذكائها في بلاط قشتالة، أعظم نفوذ، وأن تغدو لزوجها الملك الشاب مستشاره الأول، يصغي إلى نصحها في سائر شئون المملكة والحكم، معتمداً في ذلك على ذكائها وحسن إدراكها للأمور (١).
وفي سنة ١١٣٣ م، قام ألفونسو بإخضاع بعض ثورات محلية في منطقة