ملكا نافارا وأراجون على المقاومة لما آنساه من عزم ملك قشتالة، وضخامة قواته.
ودخل ألفونسو ريمونديس سرقسطة دون مقاومة، وكان بها الملك الراهب راميرو. فسلمه المدينة وكل أراضي أراجون الواقعة على ضفة الإيبرو اليسرى، وأعلن اعترافه بأنه يحكم أراجون في ظل قشتالة، ثم انسحب إلى وشقة، مكتفياً بلقب ملك أراجون وسوبرابي وريباجورسا. واجتمع بألفونسو ريمونديس في سرقسطة صهره رامون برنجير الرابع أمير برشلونة، وكونت أورقلة، وعدة من كونتات ولايات البرنيه الفرنسية، وعقد الجميع معه عهود الصداقة والتحالف، ثم غادر ألفونسو ريمونديس سرقسطة بعد أن ترك بها حامية، وعاد إلى ليون، وهناك وفد عليه غرسية راميريس ملك نافارا، ينشد عونه ومحالفته، ويعترف بحمايته (١).
وأضحى ملك قشتالة، بعد أن بسط سيادته أو حمايته السياسية على بقية الممالك النصرانية المتاخمة لقشتالة، سيد إسبانيا النصرانية كلها، على نحو ما كان عليه جده ألفونسو السادس، ومن ثم فقد اتخذ مثله لقب الإمبراطور، ومنح هذا اللقب بصفة رسمية في مجلس قومي (كورتيس) عقد في ليون في ربيع سنة ١١٣٥ م، ثم توج بالتاج الإمبراطوري في الكنيسة الكبرى، وأضحى ألفونسو ريمونديس من ذلك الحين يلقب بالإمبراطور، أو القيصر ألفونسو ريمونديس أو ألفونسو السابع. وصدرت في مجلس ليون هذا، عدة قرارات هامة، منها موافقة الإمبراطور على تأييد سائر الحقوق والامتيازات التي منحت للكنيسة على يد الملوك السابقين، وتمت الموافقة بمسعى المطران ريمون الذي حل محل المطران برنار في رياسته للكنيسة، ومنها قرار يقضي بتطبيق القوانين والحقوق البلدية Buenos Fuaros في جميع أنحاء قشتالة والولايات التابعة لها، وهي القوانين والحقوق التي كانت في عصر ألفونسو السادس، وترتب على هذا القرار إلغاء كثير من التصرفات السابقة، وإلغاء بعض الإمتيازات التي انتزعها الأشراف لأنفسهم دون حق، كذلك صدر قرار بإنشاء نوع من الجند الاحتياطي من بين سكان الحدود، يحشد فيه كل رجل قادر على حمل السلاح، وذلك لرد غارات المسلمين، وقرار آخر يقضي بعقاب كل مجرم مهما كان شخصه ومقامه؛ بيد أنه لم يكن من الميسور أن تطبق مثل هذه القرارات العادلة، في عصر كان
(١) راجع تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين لأشباخ (الطبعة الثانية) ص ١٧٦، وكذلك: Lafuente: ibid ; T. III. p. ٢٥١ ; R. Altamira: ibid ; Vol. I. p. ٣٦١ & ٣٦٢