فزحف في قواته على جلِّيقية، ونشبت الحرب في الناحية الأخرى من مملكة قشتالة. وبالرغم مما أحرزه ألفونسو ريمونديس من انتصارات محلية على النافاريين، فإنه رأى نفسه مرغماً على الانسحاب والارتداد إلى الناحية الأخرى، ليرد القوات البرتغالية عن جليقية. هذا إلى أن المسلمين كانوا في نفس الوقت يهددون حدود قشتالة الجنوبية. وهكذا قيض لنافارا أن تنجو من الخطر المحدق بها وأن تحافظ على استقلالها.
وفي تلك الأثناء كانت الأمور في أراجون تسير إلى وجهة جديدة. ذلك أن الملك راميرو برم بمتاعب الملك واعتزم أن يرتد إلى حياة العزلة والدير، لاسيما وقد أصبح لعرش أراجون وريث هي ابنته الطفلة بترونيلا، ومن الممكن أن يكون لها زوج يضطلع دونه بأعباء الملك ومشاقه. ومن ثم فقد دعا كبراء المملكة إلى اجتماع عقد في بربشتر (في أغسطس سنة ١١٣٧) وتقرر فيه أن تزوج بترونيلا من الكونت رامون برنجير الرابع أمير برشلونة. وكان معظم أشراف أراجون يحبذون هذا الاختيار، أولا لتجاور الشعبين الأرجوني والقطلوني وتقاربهما في العوايد والتقاليد، وثانياً لما يتصف به الكونت رامون من الخلال الملوكية الرفيعة، وثالثاً لأن هذا الاختيار لا يمكن أن يلقي معارضة من قشتالة نظراً لما يربط الكونت بمليكها من رباط المصاهرة. ورحب الكونت رامون بهذا العرض الذي يتيح له الفرصة لاعتلاء عرش أراجون، وعًقد القران الملكي في بربشتر بالرغم من أن الأميرة لم تكن تجاوز العامين من عمرها، وأعطى الكونت بمقتضى هذا القران حق السيادة على مملكة أراجون، وتلقب رامون برنجير الرابع بكونت برشلونة وأمير أراجون، وأقسم كبراء المملكة يمين الطاعة للملك الجديد.
وأعلن راميرو تنازله عن الملك بمدينة سرقسطة أمام كبراء المملكة، ووافق ملك قشتالة ألفونسو ريمونديس على هذه التصرفات كلها. وقدم دليلا على تأييده ورضاه بإخلاء مدينة سرقسطة وسائر الحصون التي كان يحتلها على ضفة الإيبرو لملك أراجون الجديد. وأقسم الكونت رامون من جانبه يمين الطاعة لألفونسو.
وارتد الملك الراهب راميرو إلى عزلة الدير مرة أخرى، وأقام بدير سان بيدرو بوشقة حتى توفي في سنة ١١٥٤ م.
وهكذا اختتمت مملكة أراجون الكبرى حياتها القصيرة، بعد أن لمعت حيناً