هذه الخطوة الكونت جوردان أمير تولوشه، الذي جاء حاجاً إلى شنت ياقب. وعقدت معاهدة الصلح بين غرسية راميريس والإمبراطور في قلهُرّة في أكتوبر سنة ١١٤٠ م، وهي تقضي بأن يعترف ملك نافارا بسيادة الإمبراطور، وأن تتزوج الأميرة بلانكا إبنة غرسية من الأمير سانشو ولد الإمبراطور الكبير، وأن تُسلم نظراً لصغرها إلى الإمبراطور، حتى تربى وتكبر في بلاط قشتالة.
وهكذا أُنقذت نافارا إلى حين.
غير أن هذا التصرف لم يرق الكونت رامون، وسخط الشعب الأرجوني على الإمبراطور لأنه لم يحسب حساباً لاتفاق كريون. ومن ثم فقد عول الكونت أن يعمل لحساب نفسه، وأن يشهر الحرب وحده على نافارا بقوات أراجون وقطلونية. واضطرمت الحرب ضد نافارا من جديد. ولكن غرسية هزم الأرجونيين، وتوغل في أراضي أراجون، واستولى على عدة من البلاد، والحصون، وأخذ يفكر في خلع طاعته للإمبراطور. وعندئذ خشي ألفونسو ريمونديس عاقبة هذا الظفر الذي أحرزه غرسية، وسار في قواته لإنجاد الكونت رامون، وزحفت القوات المشتركة على نافارا كرة أخرى (سنة ١١٤٣ م).
وهنا تذرع غرسية بالحكمة، وبادر بالإذعان والتسليم، وأخلى سائر الأماكن التي انتزعها من أراجون، وعقد الصلح بين الفريقين من جديد، واتفق أن يتزوج غرسية، الذي توفيت زوجته منذ أعوام، بالأميرة أوراكا ابنة القيصر غير الشرعية، وعقد هذا الزواج الملكي بالفعل في مدينة ليون في يونيه سنة ١١٤٤ م في حفلات باذخة، اشتهرت بين أحداث هذا العصر، ووضع بذلك حد للنزاع بين نافارا وجارتيها أراجون وقشتالة.
وفي خلال ذلك كانت قشتالة تتابع كفاحها ضد المسلمين، وذلك سواء بالعمل على صد غزواتهم، والقيام في أراضيهم بغزوات مماثلة، أو محاولة انتزاع ما يمكن انتزاعه من قواعد الحدود. وكان المرابطون قد استولوا على قلعة " مورة " المنيعة الواقعة جنوبي طليطلة، وذلك في سنة ١١٤٠ م، واتخذوها قاعدة للإغارة على أراضي قشتالة المجاورة، فحشد ألفونسو ريمونديس جيشاً ضخماً، وبعث حاكم طليطلة ردريجو فرنانديث على رأس بعض قواته إلى منطقة وادي يانة " فعاثت في أحواز قرطبة وإشبيلية ". وسار الإمبراطور بنفسه في حملة أخرى إلى قلعة قورية، وحاصرها مدى شهرين حتى سقطت في يده في يونيه سنة