١١٤٢ م (٥٣٦ هـ) وذلك بعد أن يئست حاميتها المسلمة من تلقي أية نجدة.
وتقص علينا الرواية النصرانية، قصة غزوة قام بها القشتاليون بقيادة نونيو ألفونسو حاكم مورة السابق، في الأراضي الإسلامية، وأسفرت المعركة التي نشبت بين القشتاليين وبين قوات إشبيلية وقرطبة، عن هزيمة المسلمين هزيمة ساحقة، ومصرع والي إشبيلية وقرطبة، ورُفع رأساهما في طليطلة على رمحين، واستولى القشتاليون على كثير من الغنائم والأسرى، وذلك في أواخر سنة ١١٤٢ م (٥٣٧ هـ). ولم نجد في المراجع الإسلامية أي ذكر لمثل هذه الموقعة.
وكذلك لم نجد بها أي ذكر لما تقصه الرواية النصرانية بعد ذلك من أن القيصر أرسل في العام التالي أعني في سنة ١١٤٣ م (٥٣٨ هـ) حملة جديدة بقيادة مارتن فرنانديث ونونيو ألفونسو، لتحول دون قيام المسلمين بتحصين قلعة مورة، فخرج والي قلعة رباح في قواته - وتسميه الرواية النصرانية فرج - واشتبك مع القشتاليين في معركة هزم فيها القشتاليون، وفر مارتن فرنانديث جريحاً، وقتل نونيو فوق تل قريب يسمى " صخرة الوعل " مدافعاً عن نفسه، فاحتز رأسه، وقطعت ذراعه اليمنى، ورجله اليمنى، وأرسلتا إلى قرطبة وإشبيلية، لتعرضا على أرملتي الواليين القتيلين تعزية لهما، ثم أرسلت بعد ذلك إلى أمير المسلمين تاشفين بن علي بمراكش (١).
فأثارت هذه الهزيمة في نفس الإمبراطور أيما ألم وسخط، وأقسم بالانتقام لمصرع قائده، فخرج في العام التالي (١١٤٤ م) في قواته إلى أراضي الأندلس؛ وأثخن في أحواز قرطبة وإشبيلية، وانتسف الزروع وأحرق القرى، ووصل في سيره المخرب حتى أراضي غرناطة، وألمرية، ثم عاد إلى بلاده، مثقلا بالغنائم والأسرى.
ثم كانت ثورة القواعد الأندلسية على المرابطين، وكان من الواضح أن هذه الغزوات النصرانية المخربة، وما يقترن بها من القتل والسبي والنهب، وعجز المرابطين عن ردها، كانت من العوامل التي أذكت سخط الأمة الأندلسية على المرابطين، ورغبتها في التخلص من نيرهم، وقد رأينا كيف استغل القيصر ألفونسو ريمونديس هذه الفرصة السانحة، في بسط عونه لمن لجأ إليه من الثوار الأندلسيين
(١) تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين لأشباخ ص ١٨٣ و ١٨٤ وكذلك: Lafuente: ibid ; T. III. p. ٢٩١