بترونيلا، يجدد العهد بارتباطه معها برباط الزواج المقدس. وتصف الرواية القطلونية هذا التصرف بأنه عمل فريد من الختل والخديعة يذكر في حياة الكونت.
وشغل القيصر ألفونسو ريمونديس، أو ألفونسو السابع، في ذلك الوقت بحادثين داخليين، أولهما عقد المؤتمر الكهنوتي في بالنسيا في سنة ١١٤٨ م، ليعني ببحث المسائل الدينية والكنسية، وثانيهما وفاة زوجه الملكة برنجيلا، في سنة ١١٤٩ م. وكانت وفاة هذه الملكة الموهوبة الحازمة ضربة أليمة للقيصر أثارت في نفسه أيما حزن وشجن. وكان القيصر منذ حين قد فوض لولديه سانشو الذي خصه بلقب ملك قشتالة، وفرناندو الذي خصه بلقب ملك ليون، توقيع الأوامر والمراسيم العامة، متشبهاً في ذلك بجديه ألفونسو السادس، وسانشو ْالكبير، في تقسيم كل منهما المملكة بين أولاده، حال حياته، ثم بعد مماته، وهي السياسة التي كانت تنتهي دائماً باضطرام الحرب الأهلية بين الممالك النصرانية.
وفي سنة ١١٥٠ م توفي غرسية راميريس ملك نافارا، وخلفه ولده سانشو الملقب بالعالم، فرأى القيصر في ذلك فرصة جديدة للإيقاع بنافارا، وفي الحال اجتمع بحليفه القديم الكونت رامون برنجير في تطيلة، وجددت بينهما معاهدة التقسيم التي عقدت من قبل في كريون، ولم يكتف الملكان بالاتفاق على تقسيم نافارا، ولكنهما اتفقا في نفس الوقت على تقسيم القواعد والأراضي الإسلامية التي لم تفتح بعد، فاختص ملك أراجون بكل أراضي بلنسية، ومرسية، وتعهد دون سانشو ولد القيصر، أن يعاون الكونت في افتتاح نافارا، وتعهد الكونت من جانبه بأنه في حالة موت القيصر، يعترف بكل ما يحكمه سانشو، وإذا توفي الأب والابن، فإنه يعترف لأخيه فرناندو بسيادته على أراضي المملكة.
بيد أن تطور الحوادث قضى بنجاة نافارا من هذه المؤامرة إلى حين. وذلك أنه قد تم زواج دونيا بلانكا أخت ملك نافارا بالدون سانشو ملك قشتالة في العام التالي (١١٥١ م)، واحتفل بعقده بمدينة قلهرّة بحضور الملوك الثلاثة، ملوك قشتالة وأراجون ونافارا. وفي نفس العام عقد زواج القيصر الأرمل ألفونسو ريمونديس من الأميرة ريكا إبنة لادسلاو ملك بولونيا، وقدمت إلى قشتالة في العام التالي، واستقبلها زوجها القيصر في بلد الوليد في مظاهر واحتفالات باذخة.
وتم زواج سانشو ملك نافارا من دونيا سانشا ابنة القيصر من زوجه الملكة برنجيلا (سنة ١١٥٣). وفي العام التالي تزوجت ابنة القيصر الثانية، دونيا