للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كونستنزا من لويس السابع ملك فرنسا، وكان قد طلق زوجه الأولى إليونور دي جيان. وحدث بعد عقد هذا الزواج أن ثارت بعض الريب حول أرومة الملكة كنستنزا، وقيل بأنها ليست ابنة شرعية للقيصر من زوجه الملكة برنجيلا، وأنها بالعكس ابنة غير شرعية من خليلته كوندرادا. ورأى الملك لويس أن يتحقق بنفسه من الأمر، فسافر إلى اسبانيا محتجاً بزيارة قبر القديس ياقب في شنت ياقب (سنة ١١٥٥ م). ولم يكن القيصر يجهل السبب الحقيقي لمقدم صهره، فرتب لاستقباله في برغش، ثم في طليطلة حفلات باذخة، ظهر فيها البلاط القشتالي في أفخم مظاهره وأروعها، وحضرها ملك نافارا، والكونت رامون برنجير ملك أراجون، وأثار القيصر أمام الملوك مسألة ابنته كونستنزا، وخاطب لويس بقوله: لقد زوجتك ابنتي كونستنزا إبنة الملكة برنجيلا أخت هذا الأمير الكونت رامون. والتفت رامون إلى لويس قائلا: أجل إن زوجتك هي ابنة أختي، فعاملها بالاحترام والتكريم، وإلا فانتظر مقدمي في باريس مع القيصر كعدوين. وعندئذ اقتنع لويس بأصل زوجته الملكي الرفيع، وعاد إلى بلاده مغتبطاً راضياً (١).

وكان الكونت رامون برنجير، قد عقد في نفس الوقت زواجه الفعلي بالأميرة بترونيلا الأرجونية، وكانت قد بلغت عندئذ الثامنة عشرة من عمرها، ولما شعرت هذه الأميرة باقتراب وضعها الأول، عملت وصية مفادها، أنه إذا كان المولود ذكراً، فإنه يرث مملكة أراجون على نحو ما كانت عليه في عهد ألفونسو المحارب، وأن يكون لزوجها الكونت رامون إدارة المملكة خلال حياته، وإذا مات الولد، وبقي الكونت حياً، فإنه يغدو الملك المطلق للمملكة كلها. أما إذا كان المولود أنثى، فكل ما ترغبه بشأنها هو أن يعني والدها بأن يزوجها وأن يمهرها بسخاء. وبعد ذلك وضعت الأميرة ولداً سمي رامون طول حياة والده، ثم غير اسمه بعد وفاته، إلى ألفونسو، فكان هو وارث المملكتين قطلونية وأراجون.

ولم يمض قليل على ذلك حتى شهر سانشو ملك نافارا الجديد الحرب على أراجون يبغي تحقيق أطماع والده غرسية راميريس، واضطر الكونت رامون،


(١) تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين لأشباخ ص ٢٣٣ و ٢٣٤ وكذلك: Lafuente: ibid ; T. III. p. ٢٧٨

<<  <  ج: ص:  >  >>