أن يعود مسرعاً من غزوة كان يقوم بها في بيارن، فيما وراء البرنيه، وعندئذ سار القيصر ألفونسو ريمونديس إلى لاردة، وذلك ليقوم بالتدخل بين الملكين المتحاربين في الظاهر، ولكنه اجتمع بالكونت رامون، وجدد معه الاتفاق القديم على تقسيم نافارا، ولم تمنعه وشائج المصاهرة الوثيقة بينه وبين ملك نافارا زوج ابنته. وأخ زوجة ولده سانشو، من الائتمار به على هذا النحو، وتم الاتفاق في الوقت نفسه بين القيصر والكونت على تزويج دون رامون الصغير ولد الكونت، وكان في الرابعة من عمره، من دونيا سانشا ابنة القيصر من زوجه الجديدة الملكة ريكا، وكانت في الثانية من عمرها.
٤ - أعوام القيصر الأخيرة ووفاته ووفاة رامون برنجير الرابع
ومما هو جدير بالذكر، أن هذه الفترة من الحفلات والزيجات الملوكية المتوالية، قد عاقت عاهل قشتالة فترة قصيرة، عن متابعة غزواته لأراضي الأندلس، فهو مذ قام في سنة ١١٥١ م (٥٤٦ هـ) بغزوته، لمدينة جيان ونهبها، وقد كانت يومئذ بأيدي الموحدين، لم يعد إلى مهاجمة الأندلس إلا في سنة ١١٥٥ م (٥٥٠ هـ)، وذلك حينما نجح في الاستيلاء على أندوجر وحصن البطروج، واحتلتهما القوات القشتالية لفترة يسيرة، ثم عاد الموحدون بقيادة ابن يكيت والي قرطبة، فاستردوهما، واستولوا على بعض الحصون النصرانية المجاورة، وذلك حسبما أشرنا إلى ذلك من قبل في موضعه.
وكانت آخر المعارك الخطيرة التي خاضها القيصر مع الموحدين، هي معركة ألمرية. وكان الموحدون بعد استيلائهم على قرطبة وغرناطة، قد وضعوا خطتهم لاسترداد ألمرية، التي افتتحها النصارى منذ سنة ١١٤٧ م، (٥٤٢ هـ). وقد سبق أن فصلنا حوادث افتتاح النصارى لهذا الثغر الإسلامي العظيم، ثم حوادث استرداده على أيدي الموحدين. وكان القيصر ألفونسو ريمونديس قد سار لإنجاد حاميته النصرانية في جيش كثيف، وسار معه حليفه محمد بن سعد بن مردنيش أمير شرقي الأندلس في قواته، ولكن جهود القيصر وحليفه المسلم ذهبت عبثاً، واضطر النصارى إلى تسليم ألمرية إلى الموحدين، بعد حصار دام سبعة أشهر، وذلك في أواخر سنة ١١٥٧ م (أواخر سنة ٥٥٢ هـ). وارتد القيصر في قواته