ثم ندب لحكمها ابن غانية. وفي سنة ١١٤٧ استولى على قلعة رباح، واشترك مع الجيوش النصرانية الأخرى في الاستيلاء على ألمرية، وهكذا استمر الصراع على أشده بين الجيوش القشتالية الغازية والجيوش المسلمة، مرابطية أو غيرها، طوال أيام ألفونسو السابع.
ويعرف ألفونسو ريمونديس في الرواية الإسلامية بألفنش بن رمند أي ألفونسو بن ريموند وهو اسم أبيه الكونت ريموند البرجوني، ويعرف كذلك بالسليطين أي الملك الصغير لأنه حكم منذ طفولته.
وحكم الكونت رامون برنجير الرابع بضعة أعوام أخرى، وشغل في الأعوام الأخيرة من حكمه. بمنازعات ومعارك مختلفة فيما وراء البرنيه، في ولاية بروفانص، وهي التي كان يحكمها أخوه الكونت برنجير رامون، حتى نازعه فيها بعض الأمراء المحليين، وقتل مدافعاً عن ولايته. وقد نجح الكونت يومئذ في إرغام أشراف بروفانص على الاعتراف بطاعته وتلقب بلقب كونت دي بروفانص مضافاً إلى ألقابه. ولكن بعض الأمراء المحليين عادوا فأثاروا الاضطراب في بروفانص، منضوين تحت حماية القيصر فردريك الأول امبراطور ألمانيا.
وأخيراً تحول القيصر إلى مناصرة الكونت رامون، ومنحه عهد الجزية على بروفانص وعلى عاصمتها آرل، كما كان الأمر من قبل. ثم سافر الكونت رامون وابن أخيه برنجير إلى تورينو حيث كان يقيم القيصر، ليتلقيا منه عهد الجزية، فمرض الكونت وتوفي خلال الطريق، وذلك في السادس من أغسطس سنة ١١٦٢ م.
وكان رامون برنجير الرابع، من أعظم أمراء اسبانيا النصرانية في ذلك العصر، الذي تعددت فيه الممالك الإسبانية، ومن أوفرهم ذكاء وعزماً ومقدرة.
وفي وسعنا أن نعتبره مؤسس عظمة مملكة أراجون الحقيقي. وكان سبيله إلى ذلك إدماج قطلونية وأراجون في مملكة قوية موحدة، وكان حكمه يتسم بالقوة والحكمة والعدل، وقد استطاع بسياسته المستنيرة أن يتقى كثيراً من الحروب والمنازعات، وأن يحافظ على سلام مملكته ورخائها. بيد أنه كان كسائر أقرانه ملوك اسبانيا النصرانية يضطرم تعصباً ضد المسلمين، ولا يدخر جهداً محاربتهم، وقد استطاع أن ينتزع آخر القواعد الإسلامية في الثغر الأعلى، وأن يقضي بذلك نهائياً على سلطان المسلمين، في هذا الركن من اسبانيا.