٥ - قشتالة بعد وفاة ألفونسو ريمونديس والحرب الأهلية بين أسرتي كاسترو ولارا
لما توفي القيصر ألفونسو ريمونديس في أغسطس سنة ١١٥٧ م، قسمت مملكته بين ولديه، وذلك وفقاً للنظام الذي وضعه في أواخر حياته، فاختص ولده سانشو الثالث بعرش قشتالة والأراضي التابعة لها في أعالي التاجُه، وعاصمتها طليطلة، مع حق الجزية على مملكتي نافارا وأراجون. واختص ولده الصغير فرناندو بمملكة ليون وجليقية وأشتوريش، مع حق السيادة على مملكة البرتغال، وبهذا التقسيم الجديد لمملكة قشتالة الكبرى، أصبحت الممالك الإسبانية النصرانية خمساً هي مملكة أراجون وقطلونية المتحدة، ونافارا، وقشتالة، وليون والبرتغال.
وكان هذا الوضع الجديد للممالك الإسبانية نذيراً بتطور الحوادث، وبانهيار سيادة قشتالة، التي استطاع القيصر ألفونسو ريمونديس، أن يفرضها على باقي الممالك الإسبانية، وبدأت الأمور كالعادة بنشوب الحرب الأهلية بين الأخوين، ملكي قشتالة وليون. وذلك أن فرناندو ملك ليون بدأ حكمه باضطهاد سائر الكبراء والأشراف المخلصين لقشتالة، فجردهم من مناصبهم وأملاكهم، وأخرجهم من مملكته اتقاء لمؤامراتهم ودسائسهم، فالتجأ هؤلاء إلى أخيه سانشو ملك قشتالة، فسار سانشو في قواته ومعه الأشراف المبعدون، وغزا ليون، وأرغم أخاه على أن يرد المبعدين إلى مناصبهم، وأن يرد إليهم أملاكهم ومكانتهم، وأرغمه فوق ذلك على أن يعترف بسيادته وأن يؤدي له الجزية.
وفي خلال ذلك حاول سانشو ملك نافارا، أن يرفع نير قشتالة عن مملكته، وأن يسترد ولاية ريوخا القديمة، ولكن سانشو الثالث بادر بإرسال حملة قوية إلى نافارا، فخشى ملكها العاقبة، وآثر أن يعقد الصلح على أن تبقى الأوضاع القديمة على حالها.
وكان سانشو الثالث يجيش بأطماع كثيرة، وكان يطمع بالأخص إلى أن ينظم مع باقي الممالك الإسبانية حلفاً مشتركاً لمحاربة الموحدين، الذين سيطروا على غرب الأندلس وأواسطها، وأضحوا يهددون أرض قشتالة، ولكن هذه