وما يذكر محاسنها، ولا يرفع مساويها. وقد انتهى الشيخ الفقيه من ذلك إلى ما لا يمكن أن يلحق فيه ثناؤه، فضلا عن أن يزاد عليه، والله تعالى يعمر بهما أوطانهما، ويصلح شأنهما، ويوفق الأمير ناصر المسلمين، ليتوسل إلى الله تعالى في القيامة بإكرام أهل العلم، فهي أعظم وسيلة عند رب العالمين، ونسأل الله أن يخلد ملك الأمير ويؤيده، تخليداً لا ينقطع، أبد الدهر، ولعل القلوب تنفر عن هذا الدعاء، وتستنكر لملك العباد التأييد والبقاء. وليس كذلك. فإن ملك الدنيا، إذا تزين بالعدل، فهو شبكة الآخرة، فإن السلطان العادل إذا انتقل من الدنيا، انتقل من سرير إلى سرير أعظم منه، ومن ملك إلى ملك أجل وأرفع منه. وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيراً. ومهمى وفي العدل في الرعية، والنصفة في القضية، فقد خلد ملكه، وأيد سلطانه، وقد وفق له بحمد الله ومنه، والحمد لله رب العالمين، وصلواته على سيدنا محمد خاتم النبيين وآله أجمعين.
٢
رسالة
كتب بها الوزير الكاتب ابن شرف عن بعض رؤساء الغرب إلى أمير المسلمين رحمه الله في فتح أقليش أعادها الله بقدرته
(منقولة من المخطوط رقم ٤٨٨ الغزيري المحفوظ بمكتبة الإسكوريال لوحة ٥٤ أ - ٥٨ ب)
أطال الله بقاء أمير المسلمين وناصر الدين، عماد الأنام وعتاد الإسلام، السعيد الأيام، الحميد المقام، كبيري بالقدر، وظهيري على الدهر، الذي أجله بحقه، وأقره بسبقه، وأدام خلوده مؤيد الإرادة، مؤيد السعادة، مجدد النمو والزيادة. والحمد لله الجبار القهار، الذي شد الأزر، وأمد النصر، وأعطى الفلج عن قسر، ففلق عنه يد الماطل، وفرق بين الحق والباطل، والحمد لله الذي أسعد بدولة أمير المسلمين الأيام، ونصر بسيفه الإسلام، وغاظ به الكفار، وجعل عليهم الكرة فولوا الأدبار. والله تعالى يشفع سعوده، ويضمن مزيده، وينصر جنوده بمنه.
ولما أن وضعني أمير المسلمين، أدام الله نصره، حيث شاء من آلة التشريف والعز المنيف، وألحقني من النعماء سربالها وأسحبني أذيالها، وصرف