للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحن مؤمنون، بل موقنون إجابتك إلى نصرتنا، وإعدادك إلى الدفاع عن حضرتنا، وأنك لا تتأخر عن تلبية نداينا، ودعاينا إلى استنقاذنا من أيدي أعدائنا، فدفاعك إنما هو في ذات الله، وعن كَلِمه، ومحاماة عن الإسلام وحزبه، فذلك الفخر الأنبل لك في الأخرى والدنيا، ومورثٌ لك عند الله المنزلة العليا، فكم تحيى من أمم، وتجلى من كروب وغمم، وان تكون منك الأخرى، وهي الأبعد عن متانة دينك، وصحة يقينك، فاقبل بعسكرك على مقربة من سرقسطة، ْعصمها الله، ليخرج الجميع عنها، ويبرأ إلى العدو وقمه الله منها، ولا تتأخر كيفما كان طرفة عين، فالأمر أضيق، والحال أزهق، فعدِّ بنا عن المطل والتسويف، قبل وقوع المكروه والمخوف، وإلا فأنتم المطالبون عند الله بدماينا وأموالنا، والمسئولون عن صبيتنا وأطفالنا، لإحجامكم عن أعداينا، وتثبطكم عن إجابة نداينا، وهذه حال نعيذك أيها الأمير عنها، فإنها تحملك من العار ما لم تحمله أحداً، وتورثك وجميع المرابطين الخزى أبدا، فالله الله أتقوه، وأيدوا دينه وانصروه، فقد تعين عليكم جهاد الكفار، والذب عن الحرم والديار، قال الله، يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار، وليجدوا فيكم غلظة الآية، ومهما تأخرتم عن نصرتنا، فالله ولي الثار لنا منكم، ورب الانتقام، وقد بريتم بإسلامنا للأعداء، من نصر الإسلام، وعند الله لنا لطف خفي، ومن رحمته ينزل الصنع الخفي، ويغنينا الله عنكم، وهو الحميد الغني. ومن متحملي كتابنا هذا، وهم ثقاتنا تقف من كنه حالنا على ما لم يتضمنه الخطاب، ولا استوعبه الإطناب بمنه، وله أتم الطول في الاصغاء إليهم واقتضاء ما لديهم، ان شاء الله تعالى، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

٤

رسالة

كتب بها أمير المسلمين إلى الأمير الأجل أبى محمد بن أبى بكر بهزيمة " القلعة " رحمهما الله

(منقولة عن المخطوط ٤٨٨ إسكوريال السابق ذكره لوحة ٧١ ب - ٧٢ أ).

كتابنا وفق الله رأيك وحسن هديك، ولا أمال عن الهدى والرشد سعيك.

من حضرة مراكش حرسها الله في السابع من شعبان المكرم سنة ثلث وعشرين

<<  <  ج: ص:  >  >>