لأبى عبد الله بن أبى الخصال عن بعض المرابطين إلى أمير المسلمين علي بن يوسف تتعلق بشئون حصن أرلبة (أوريخا)
(منقولة عن المخطوط رقم ٥١٩ الغزيري. مكتبة الإسكوريال لوحة ١٠٤ ب و ١٠٥ أ).
" أطال الله بقاء أمير المسلمين وناصر الدين، مؤيداً بجنوده، معاناً بتوفيقه وتسديده، ولا زال عدله ينعش الأمم، وسعده ينهض الهمم. كتبت أدام الله تأييده، من قرطبة حرسها الله، لست بقين من جمادى الآخرة، وقبل بثلاث وافيتها من الوجهة التي صحبني ومن معي فيها يمن أمره، واكتنفتنا عزة نصره، بعد أن أودعنا حصن أرلبة حماه الله، قوتاً موفوراً، ومرفقاً كثيراً، وحطت عندهم الأسعار وعم الاستبشار، وتسلم أبو الخيار مسعود الدليل، سلمه الله، الحصن، واحتوى عليه، وصار أمره إليه، ووافينا فلاناً أبقاه الله، قد استاق غنيمة ظاهرة، وجملة بن البقر وافرة، وقتل من العدو، قصمه الله عدداً، وقضى وطراً، وشفى وجداً، فتيمن الناس هناك، بولاية الأمير أبى يحيى أعزه الله، وبقيادة هذا القائد، الذي اقترن الفتح بمأتاه، وكانت [عند] مقدمنا هذا الحصن خيل طليطلة بددها الله، مجتمعة، فوقذهم الرعب وشملهم الصغار، والرغم، وتحققنا هناك أن مواشي تلك الجبال، قد أخذت في الإ ... نبساط والإسهال، والدنو من الوادي في طلب الخصب، وتحوله من البرد إلى الدفيء، والله يجعلها للمسلمين طعمة، ويزيدهم بها قوة بعزته، وأنباء العدو، قصمه الله، الآن خامدة، وعزايمهم هامدة، وأيديهم جامدة، استأصل الله، بحد أمير المسلمين نعمتهم، وقطف قممهم، وأداخ بلادهم، وانتسف طارفهم وتلادهم، وألفيت الحضرة حرسها الله، وقد أخذ السرور من أهلها كل مأخذ، وسرى فيهم كل مسرى ومنفذ، بولاية الأمير أبى يحيى أعزه الله، وكثر الدعاء لأمير المسلمين أيده الله، بما جدد لديهم من حسن نظر، وخلع عليهم من جمال سيرة، ولقيته فلقيت كل ما أبهج، وكان وفقاً لما انتشر، ومشاكلا لما استذاع وظهر، تمم الله النعمة، وظاهر عليه الكفاية والعصمة، ووافتنى كتبه الكرام بما بلغ الأمل، وحسم العلل، وأنا ممتثل في كل معنى ما يحره مجتهد، فيما يقيم ذلك الثغر ويسده، إن شاء الله عز وجل ".