صيغة التوحيد التي وضعها المهدي ابن تومرت لأتباعه توحيد الباري سبحانه
(منقولة عن كتاب " أعز ما يطلب " ص ٢٤٠ و ٢٤١)
لا إله إلا الذي دلت عليه الموجودات، وشهدت عليه المخلوقات، بأنه جل وعلا، وجب عليه الوجود على الإطلاق، من غير تقييد ولا تخصيص، بزمان ولا مكان، ولا جهة ولا حد، ولا جنس ولا صورة ولا شكل، ولا مقدار ولا هيئة ولا حال، أول لا يتقيد بالقبلية، آخر لا يتقيد بالبعدية، أحد لا يتقيد بالأينية، صمد لا يتقيد بالكيفية، عزيز لا يتقيد بالمثلية، لا تحده الأذهان، ولا تصوره الأوهام، ولا تلحقه الأفكار، ولا تكيفه العقول، لا يتصف بالتحيز والانتقال، ولا يتصف بالتغيير والزوال، ولا يتصف بالجهل والاضطرار، ولا يتصف بالعجز والافتقار، له العظمة والجلال، وله العزة والكمال، وله العلم والاختيار، وله الملك والاقتدار، وله الحياة والبقاء، وله الأسماء الحسنى، واحد في أزليته، ليس معه شىء غيره ولا موجود سواه، لا أرض ولا سماء ولا ماء ولا هواء، ولا خلاء ولا ملاء، ولا نور ولا ظلام، ولا ليل ولا نهار، ولا أنيس ولا حسيس، ولا رز ولا هميس، إلا الواحد القهار، انفرد في الأزل بالوحدانية، والملك والألوهية، ليس معه مدبر في الخلق، ولا شريك في الملك، له الحكم والقضاء، وله الحمد والثناء، ولا دافع لما قضى، ولا مانع لما أعطى، يفعل في ملكه ما يريد، ويحكم في خلقه ما يشاء، لا يرجو ثواباً، ولا يخاف عقاباً، ليس فوقه آمر قاهر، ولا مانع زاجر، ليس عليه حق، ولا عليه حكم، فكل منة منه فضل، ومنقمة منه عدل، ولا يسأل عما يفعل، وهم يسألون.