(منقولة عن مخطوط كتاب نظم الجمان لابن القطان لوحة ٥٦ ب - ٦٥ أ).
" أمره رضى الله تعالى عنه، بالأمر بالمعروف، ونهيه عن المنكر وعدله ونهجه مناهج الحق وفضله "
(له رسالة جامعة لأنواع من الأوامر، خلدت في مآثره السنية، ووصاياه الحكيمة. وهي من إنشاء الكاتب أبى جعفر بن عطية، وهي بعد البسملة والصلاة).
من أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره، وأمده بمعونته، إلى جميع الطلبة الذين بالأندلس، ومن صحبهم من المشيخة، والأعيان والكافة، وفقهم الله تعالى، واستعملهم بما يرضاه.
سلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أما بعد، فالحمد لله، وهو اللطيف الكريم، الرؤوف الرحيم، الذي بعدله قامت السموات والأرض وبه تقوم، وعلى محمد نبيه المصطفى الصلاة المباركة والتسليم، ولأمته المخلصة في عليين كتابها المرقوم، والرضا عن الإمام المعصوم، المهدي المعلوم، الذي بعثه رحمة للمؤمنين، ينيلهم به الروح والنعيم، ويريهم رحيقها المختوم.
وكتابنا هذا - كتب الله تعالى لكم رأفة ورحمة، وسوغكم من اليمن والأمن أنعم نعمة، وجعلنا واياكم فيمن قدم لدار قراره ونعِمّه - من الحضرة العلية بتينملّل حرسها الله تعالى في سادس عشر من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وقد وصلناها - والحمد لله - وجناح الرحمة منضوض، وطرف المكاره مغضوض، وفيض العدل والبذل منتشر مستفيض، وشأن الظلم - بإذن الله تعالى - مكفوف مقبوض، والحق أبلج لا كناية ولا تعريض.
وكان مقصودنا من هذه الوجهة المباركة زيارة قبر المكرم المهدي، رضى الله تعالى عنه، لتجديد عهد به تقادم، وشفاء شوق إليه لزم ولازم، والنظر في بناء مسجده المكرم تمتعاً ببركاته، ورجاء في تضاعف الأمر بكل لبنة من لبناته، وحرصاً على أن يتوافر به، حظ التوفيق وقسمه، ويعلو في الملأ الأعلى ذكره