للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعظم ما يتصور. وفي الحال حول مسجدها الجامع إلى كنيسة، وعين لها أسقف هو الأسقف جلبرتو، وكان استيلاء البرتغاليين على أشبونة في اليوم الخامس والعشرين، وقيل في الحادي والعشرين من أكتوبر سنة ١١٤٧ م (جمادى الأولى سنة ٥٤٢ هـ) (١).

واستولى ألفونسو هنريكيز في نفس الوقت على مدينة شنترين الواقعة شمال ْشرقي أشبونة، ثم استولى على سائر الأراضي الإسلامية المتاخمة لتلك المنطقة، والتي تكون القسم الغربي من ولاية " استرامادوره ". ولم يكن من الميسور يومئذ على الموحدين، وقد شغلتهم حوادث المغرب، واضطرام الفتنة بالأندلس، أن يبادروا إلى إنجاد هذه القواعد الإسلامية النائية.

واستمر ألفونسو هنريكيز أعواماً يغير على أراضي ولاية الغرب من آن لآخر، ويترقب الفرص السانحة، وقد أشرنا من قبل إلى ما كان من محاولة ابن قسي زعيم فتنة المريدين، أن يحالفه، وأن يستعين به على مقاومة الموحدين، وما ترتب على هذه المحاولة من سقوط ابن قسي وهلاكه (سنة ٥٤٦ هـ). ولما تفاقم عدوان ملك البرتغال على قواعد الغرب، عبر ابن وزير صاحب باجة ويابرة البحر إلى المغرب مستغيثاً بالخليفة عبد المؤمن (سنة ٥٤٩ هـ)، ولكن عبد المؤمن اكتفى عندئذ ببذل وعوده في الإنجاد والعون.

وفي سنة ٥٥٥ هـ (١١٦٠ م) استولى البرتغاليون بقيادة ألفونسو هنريكيز على الثغر الصغير المنيع المسمى بقصر الفتح أو قصر أبي دانس (٢)، الواقع على مصب نهر سادو (شطوبر) على المحيط جنوبي شرقي أشبونة، بعد أن حاصروه مدى شهرين من البر والبحر، وكان سقوطه في ٢٤ يونيه من العام المذكور (٣).

وفي أواخر سنة ٥٥٧ هـ (ديسمبر ١١٦٢) قبيل وفاة عبد المؤمن بقليل، قامت حملة قوية من نصارى شنترين بغزو مدينة باجة والاستيلاء عليها، ولبثوا فيها أربعة أشهر، ولم يغادروها إلا بعد أن خربوا ربوعها، وهدموا أسوارها (٤).


(١) Mariana: Historia General de Espana: Lib. Decimo Cap. XIX
(٢) وهو بالبرتغالية Alcacer do Sal
(٣) ابن الأبار في الحلة السيراء ص ٢٣٩ وكذلك H. Miranda: Imperio Almohade Vol. I. p. ٢٦٦
(٤) كتاب " المن بالإمامة " لوحة ١١٨ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>