(٢) يقدم لنا الشريف الإدريسي وصفا دقيقا لجبال البرنيه التي تسمى في الجغرافية العربية بجبال البرت أو البرتات كما قدمنا، وللأبواب الرومانية التي كانت بها فيقول: " وطول هذا الجبل من الشمال إلى الجنوب مع سير تقويس سبعة أيام، وهو جبل عال جدا صعب الصعود، وفيه أربعة أبواب فيها مضايق يدخلها الفارس بعد الفارس. وهذه الأبواب عراض لها مسافات وهي منحرفة الطرق. وأحد هذه الأبواب الباب الذي في ناحية برشلونة ويسمى " برت جاقة " (جاكا)؛ والباب الثاني الذي يليه يسمى " برت أشبرة "؛ والباب الثالث منها يسمى " برت شيزروا " Roncesvalles وطوله في عرض الجبل خمسة وثلاثون ميلا؛ والباب الرابع منها يسمى " برت بيونة ". ويتصل بكل برت منها مدن في الجهتين، فما يلي برت شيزروا مدينة بنبلونة؛ والباب المسمى جاقة عليه مدينة جاقة. (راجع نزهة المشتاق للشريف الإدريسي؛ وكذا وصف الإدريسي لجغرافية الأندلس ص ٦٥ من طبعة Saavedra) وظاهر أن كلمة برت تعنى الباب أو الممر، وأصلها من الإسبانية Puerta وقد سميت جبال البرنيه بالعربية البرتات نسبة إلى الأبواب والممرات المذكورة. والجغرافية الحديثة لا تختلف كثيرا عما تقدم، وفيها أن هذه الأبواب والممرات خمسة: (١) ممر بربنيان، بين برشلونة وأربونة (٢) ممر بوكيردا الموصل إلى شرطانية (٣) الممر بين بنبلونة وسان جان دى بييدبور (ويسميها الإدريسي شنت جوان) وهو باب شيزروا (٤) ممر تولوز (طلوشة) إلى بيونة (٥) ممر جاكا. وكانت هذه الأبواب أو الممرات تستعمل لاختراق الجبال حين الغزو إلى فرنسا ومنها في طريق العودة.