للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول لنا ابن الخطيب، إن أبا العلى، قام على أخيه العادل بممالأة أخيه السيد أبا زيد أمير بلنسية وتحريكه إياه، وقد وهم ابن الخطيب فجعل من السيد أبي زيد وأخيه عبد الله البياسى، أخوين للعادل وأبي العلى، في حين أنهما من أبناء عمومتهما، إذ أن أبا زيد عبد الرحمن والي بلنسية، وأخاه عبد الله البياسى، هما ولدا محمد بن يوسف بن عبد المؤمن، ومحمد هو أخ ليعقوب المنصور (١).

وبعث أبو العلى المأمون إلى ابن يوجان، يدعوه إلى مبايعته والعمل على نصرته، وكان العادل قد تغير على ابن يوجان وأقصاه، وخاطب ابن يوجان هلال بن مقدم أمير الخُلْط، وعمر بن وقاريط شيخ هسكورة، وأوعز إليهما بالاستمرار في الإغارة على أحواز مراكش، حتى يذعن الموحدون إلى خلع العادل ومبايعة المأمون (٢). ويقول لنا صاحب روض القرطاس من جهة أخرى إن المأمون أرسل إلى الموحدين بمراكش يدعوهم إلى بيعته، وإلى الفتك بأخيه العادل، وأنهم صدعوا بأمره، وقتلوا العادل، وكتبوا بيعتهم إليه (٣). على أن الأمور اتخذت في بلاط مراكش وجهة أخرى. وكان يسيطر على الدولة رجلان هما أبو زكريا بن الشهيد زعيم هنتاتة، ويوسف بن علي شيخ تينملّل. فلما وردت الأنباء بقيام أبي العلى المأمون وبيعته، ولما تفاقم أمر الخُلط وهسكورة، اتفقا على خلع العادل وعقد البيعة لأبي زكريا يحيى بن محمد الناصر. فدخل الموحدون القصر على العادل، وطلبوا إليه أن يخلع نفسه، ولما أصر على الرفض قتلوه، وذلك في اليوم الثاني والعشرين من شهر شوال سنة ٦٢٤ هـ. ويقول لنا صاحب روض القرطاس إن القتلة، وضعوا رأس العادل في خصة تفور بالماء، وشنقوه بعمامته حتى مات. ويزيد على ذلك بأن الموحدين عقدوا البيعة أولا للمأمون، وبعثوا بها إليه، وخُطب له بالفعل على منبر جامع المنصور، ثم خشوا بعد ذلك بطشه وانتقامه، فنكثوا البيعة، وبايعوا إلى ابن أخيه يحيى بن الناصر (٤).

ويؤيد ابن الخطيب هذه الرواية، فيقول لنا إن الموحدين عقدو البيعة للمأمون بمراكش والأندلس، ثم إن الموحدين بمراكش بدا لهم في أمره، وعدلوا


(١) ابن الخطيب في الإحاطة (القاهرة ١٩٥٦) ج ٤١٩، ومخطوط الإسكوريال (١٦٧٤ الغزيرى) لوحة ٥٤.
(٢) الروض المعطار ص ٦٩.
(٣) روض القرطاس ص ١٦٦ و ١٦٧.
(٤) البيان المغرب ص ٢٥٣، وروض القرطاس ص ١٦٤ و ١٦٧.،،،،،،

<<  <  ج: ص:  >  >>