فمن دساكر كانت دونها حرسا ... ومن كنائس كانت قبلها كُنسا
يا للمساجد عادت للعدا بيعاً ... وللنداء غدى أثناءها جرسا
كانت حدائق للأحداق مونقة ... فصوح النصر من أدواحها دعسا
وحال ما حولها من منظر عجب ... يستجلس الركب أو يستركب الجلسا
فأين عيش جنيناه بها خضرا ... وأين عصر جليناه بها سلسا
محا محاسنها طاغ أتيح لها ... ما نام عن هضمها حينا ولا نعسا
ورج أرجاءها لما أحاط بها ... فغادر الشم من أعلامها خنسا
خلا له الجو فامتدت يداه إلى ... إدراك ما لم تطأه رجلاه مختلسا
وأكثر الزعم بالتثليث منفردا ... ولو رأى راية التوحيد ما نبسا
صل حبلها أيها المولى الرحيم فما ... أبقى المراس لها حبلا ولا مرسا
وأحى ما طمست منها العداة كما ... أحييت من دعوة المهدي ما طُمسا
أيام صرت لنصرة الحق مستبقا ... وبثّ من نور ذاك الهدى مقتبسا
وقمت فيها بأمر الله منتصرا ... كالصارم اهتز أوكالعارض انبجسا
هذى رسائلها تدعوك من كثب ... وأنت أفضل مرجو لمن يئسا
وافتكّ جاريةً بالنجع راجية ... منك الأمير الرضا والسيد الندسا
ومنها:
ملك تقلدت الأملاك طاعته ... دينا ودنيا فغشاها الرضا لبسا
من كل غاد على يمناه مستلما ... وكل صاد إلى نعماه ملتمسا
قد نور الله بالتقوى بصيرته ... فما يبالى طروق الخطب ملتبسا
من ساطع النور صاغ الله جوهره ... وصان صيقله أن يقرب الدنسا
إن السعيد أمرؤ ألقى بحضرته ... عصاه محتزماً بالعدل محترسا
وفي ختامها:
يا أيها الملك المنصور أنت لها ... علياء توسع أعداء الهدى تعسا
وقد تواترت الأنباء أنك من ... يحيى بقتل ملوك الصفر أندلسا
طهر بلادك منهم إنهم نجس ... ولا طهارة مالم تغسل النجسا
وأوطىء الفيلق الجرار أرضهم ... حتى يطأطأ رأسا كل من رأسا
وانصر عبيداً بأقصى شرقها شرقت ... عيونهم دمعا تهمى زكا وخسا