للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وافى ربيع قد تعطر نفحه ... أذكى من المسك العتيق نسيما

بولادة المختار أحمد قد بدا ... يزهو به فخرا وحاز عظيما

وقوله في معنى الزهد:

ولما مضى العمر إلا الأقل ... وحان لروحى فراق الجسد

دعوت إلآهى مستعطفا ... ليصلح منى ما قد فسد

وكان شغوفا بالكتب والتصانيف، وكان ممن يتمتع بعطفه ورعايته، من علماء عصره، الفقيه أبو محمد ابن القطان، وقد ألف له جملة من الكتب، منها كتاب " نظم الجمان وواضح البيان فيما سلف من أخبار الزمان " وهو الذي انتفعنا به، وأشرنا إليه فيما تقدم. في غير موطن. وكتاب " شفاء الغلل في أخبار الأنبياء والرسل " ركتاب " الأحكام لبيان آياته عليه السلام " وكتاب " المناجاة " وكتاب " المسموعات " وفيه قصائد مختارة في فضائل المولد النبوى، وشهور رجب وشعبان ورمضان، وغير ذلك (١). وقد أشاد ابن القطان في كتابه " نظم الجمان " بذكر المرتضى ومديحه، مما يدل على أنه كان متمتعاً بسابغ رعايته وجزيل صلاته (٢).

وتصف الرواية المرتضى، بأنه كان معتدل القامة، ساطع البياض، عالى الأنف، أسيل الخد، أشيب، لا يخضب بحناء أو غيرها (٣).

أما أولاد الخليفة المرتضى، فقد زجهم أبو دبوس إلى السجن، فلبثوا معتقلين فيه طوال مدته، حتى أطلق سراحهم الأمير أبو يوسف المرينى، حينما دخل مراكش في أوائل سنة ٦٦٨ هـ، إلاّ كبيرهم محمد، فكان قد قتل في سجنه بأمر أبي دبوس. ولما أطلق سراحهم، غادروا المغرب وعبروا إلى الأندلس، والتجأوا إلى حماية ألفونسو العاشر ملك قشتالة، وعاشوا بإشبيلية تحت كنفه أعواما طويلة، ثم انتقلوا بعد ذلك إلى غرناطة، وأقاموا بها تحت رعاية ملكها ابن الأحمر، وأطلق لهم ملك غرناطة، ما يكفيهم من الأرزاق الشهرية. ويقول ابن عذارى إنهم كانوا بغرناطة حتى هذا الوقت الذي كتب فيه قصتهم. ويزيد على ذلك أن أخاهم أبا زيد، غادر الأندلس في سنة ٦٨٤ هـ، وعبر إلى المغرب وسار إلى السوس راكبا على حمارة، وسمته العامة من أجل ذلك بأبي حمارة،


(١) البيان المغرب ص ٤٥٢ و ٤٥٣.
(٢) كتاب " نظم الجمان " المخطوط السابق ذكره لوحة ٦٧.
(٣) البيان المغرب ص ٣٨٩

<<  <  ج: ص:  >  >>