للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعقد بينهما السلم لمدة عشرة أعوام.

وكانت فكرة التحالف بين قشتالة وأراجون، وهما أقوى الممالك الإسبانية النصرانية، تنطوى قبل كل شىء على التكتل ضد الجبهة الإسلامية في شبه الجزيرة، والتعاون في دفع حركة الإسترداد النصرانية La Reconquista ضد الأندلس، ومن ثم فقد كان لابد من تنظيم هذه الحركة، وتحديد مناطقها بالنسبة لكل من المملكتين، وقد عقد اتفاق جديد من هذا النوع بين الملكين في بلدة كسولا Cazola حيث التقيا، وذلك في سنة ١١٧٩ م، وفيه خصت مملكة أراجون بالفتوح في منطقة بلنسية الإسلامية جنوبا حتى ثغر لقنت، وخصت مملكة قشتالة بالفتوح في سائر الأراضي الواقعة جنوب هذا الثغر، وجاء هذا الاتفاق، مؤيداً لأول اتفاق عقد بهذا الشأن، بين القيصر ألفونسو ريمونديس، والكونت رامون برنجير، بمدينة كربون في سنة ١١٥٠ م، حسبما سبق أن أشرنا إليه في موضعه (١).

وعقد ملكا قشتالة وأراجون أيضاً، حلفاً جديداً ضد ملك نافارا، لأنه بدأ يعارض في قرارات التحكيم التي أصدرها ملك انجلترا، والتزم كل من الفريقين بتنفيذها، واضطر ملك قشتالة من جراء ذلك أن يحتل لوجرنيو وناباريتى وبريفيسكا وغيرها، وهي الأماكن التي تقرر ردها إلى نافارا، لأن ملك نافارا أبي من جانبه أن يرد الأماكن التي تقرر ردها إلى ملك قشتالة. وقد اقترح ملك أراجون، أن يعقد اجتماع جديد بين الملكين المتخاصمين، وعقد هذا الاجتماع بالفعل في جريدا، في سنة ١١٨٥ م، ولكنه لم يسفر عن نتائج حاسمة، واستمر التوتر في العلائق قائما بين نافارا وقشتالة.

وفي سنة ١١٨٨ م. توفي فرناندو الثاني ملك ليون وجليقية، وهو كما نذكر عم ملك قشتالة، وخلفه في الحكم ولده ألفونسو التاسع، ورأى ملك ليون الجديد، أن يعدل سياسة الخصومة التي كان يتبعها أبوه نحو قشتالة، وأن يعقد معها أواصر الود، فقابل ألفونسو الثامن في كريون، وقدم إليه طاعته، وأسبغ عليه ملك قشتالة ثوب الفروسية، وهكذا ارتدت ليون إلى التفاهم مع قشتالة، بعد أن لبثت حينا تناصبها العداء.

ولسنا في حاجة لأن نكرر هنا، الحديث عند الغزوات المتوالية، التي قام


(١) راجع ص ٥٠٩ من القسم الأول من هذا الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>