في مواضعها. وكان من أهم أعماله تصفية الخصومة بين ليون والبرتغال. وكان ألفونسو الثاني ملك البرتغال قد غزا جليقية، واستولى على بعض مواضع فيها، فسعى فرناندو الثاني إلى عقد الصلح، واجتمع الملكان، واتفقا على أن يتزوج فرناندو بالأميرة أوراكا إبنة ألفونسو الثاني، وأن تكون المواضع التي استولى عليها البرتغاليون في جليقية مهرا لها. وكذلك انتهى فرناندو بأن عقد الصلح مع ألفونسو الثامن ملك قشتالة (سنة ١١٨٠ م) بمقتضى معاهدة خططت فيها الحدود النهائية بين المملكتين، ونظمت العلائق بينهما، وعقدت محالفة للتعاون على تحقيق فتوح " الاسترداد " وتعهدت كل منهما ألا تعقد أي صلح أو هدنة مع المسلمين. وكان من أبرز أعمال فرناندو العسكرية حصاره لقاصرش، ثم انسحابه عنها ليسير إلى نجدة البرتغاليين، حينما كان الخليفة أبو يعقوب يوسف يحاصر شنترين. وكانت هذه الحركة، وفقا لبعض الروايات، هي السبب الرئيسي في انسحاب الخليفة الموحدي، وفيما تلا ذلك من نكبة الجيش الموحدي (سنة ١١٨٤ م).
ولما توفي فرناندو الثاني في سنة ١١٨٨ م، خلفه على العرش ولده ألفونسو التاسع. وفي بداية حكمه وقعت في أنحاء ليون، اضطرابات كان يحركها ويغذيها ملك قشتالة، فدعا الملك لمعالجة الحالة إلى عقد مؤتمر بمدينة ليون، مثل فيه الأحبار والأشراف، ونواب المدن. ويعتبر المؤرخون الإسبان أن هذا المؤتمر كان أول " كورتيس " Cortes أو برلمان إسبانى حقيقي. وكان ألفونسو التاسع، يواجه كأبيه، مشكلة العلائق المتوترة مع جارتيه قشتالة والبرتغال. وكانت قشتالة في الواقع تحتل معظم القواعد الأمامية التي تؤلف خط الدفاع عن ليون، فسعى ألفونسو التاسع إلى الاجتماع مع ابن عمه ملك قشتالة، في كريون، حسبما قدمنا، وعقدت أواصر المودة والتفاهم بين الملكين. بيد أن ألفونسو التاسع لم يكن مخلصاً في هذا الاتجاه الودى نحو قشتالة، إذ كان يشعر دائماً أن قشتالة هي المتجنية على بلاده.
وأما فيما يتعلق بالبرتغال، وتسوية مشكلة الحدود بينها وبين ليون، فقد رأى ألفونسو التاسع أن يرتبط مع ملك البرتغال سانشو الأول، برباط المصاهرة، بعد أن كان قد قطع مثل هذا الوعد لملك قشتالة، وعقد بالفعل زواج ألفونسو التاسع بالأميرة تريسا إبنة سانشو (سنة ١١٩١ م) وذلك بالرغم من القرابة الوثيقة بين الزوجين، إذ كانت أم ألفونسو دونيا أوراكا، هي أخت سانشو. ومن ثم فإن البابوية لم توافق على هذا الزواج، وأصدر البابا سلستينو قراره بإبطاله، وبالتحريم ضد المملكتين، واضطر