للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألفونسو التاسع أخيراً، بعد أن رزق من هذا الزواج، بثلاثة أولاد، أن ينزل عند إرادة البابوية، وأن ينفصل بالطلاق عن زوجته (١١٩٤ م).

وعاد ألفونسو التاسع، أسوة بما فعل أبوه إلى التحالف مع الموحدين. وكانت الممالك الإسبانية النصرانية الأخرى، تشعر كلها في الواقع بالنفور من قشتالة، لما يدعيه ملكها من السيطرة الأدبية عليها، وكان الموحدون في تلك الآونة قد عبروا في حشودهم الجرارة إلى اسبانيا بقيادة الخليفة المنصور، ووقع اللقاء في الأرك بين الجيوش القشتالية بقيادة ألفونسو الثامن وبين الموحدين، وأسفر عن هزيمة القشتاليين وظفر الموحدين الساحق (١٩ يوليه سنة ١١٩٥ م). وعلى أثر ذلك عقد التحالف بين ليون ونافارا، وبين ليون والموحدين، وهوجمت قشتالة من الشرق والغرب (ربيع سنة ١١٩٦ م)، ولكن ألفونسو استطاع بمعاونة أراجون في الشرق، والبرتغال في الغرب، أن يصمد ضد هذا الهجوم.

وفي ربيع العام التالي (١١٩٧ م) قام الموحدون بغزو أراضي طلبيرة والقلعة ومدريد وقونقة، وقام القشتاليون والبرتغاليون بغزو أراضي ليون وجليقية. ورأى ألفونسو التاسع عندئذ أن يعود إلى مسالمة قشتالة، وأن يعقد معها أواصر المودة والتفاهم. وقد تحقق ذلك بزواجه من الأميرة برنجيلا ابنة ألفونسو الثامن، ولكن البابوية عادت فاعترضت على هذا الزواج الثاني لملك ليون، وطالبت بإلغائه بسبب القرابة، وانتهى الأمر بإلغائه حسبما فصلنا ذلك من قبل.

ولبث ألفونسو التاسع يتردد حيناً بين خصومة قشتالة ومسالمتها، وانتهى الأمر، بعد أن بذلت البابوية ما بذلت من ضغط ووعيد، ومن جهود متوالية في التقريب بين الملوك النصارى، إلى أن نجح ألفونسو الثامن ملك قشتالة فيما بذل من سعى لجمع كلمة الملوك النصارى في شبه الجزيرة (سنة ١٢٠٧ م) ونزل ألفونسو التاسع عند هذا المسعى، وتم التفاهم بينه وبين خصمه القديم ألفونسو الثامن، وكان من أثر ذلك أن وقف إلى جانبه في معركة العقاب (سنة ١٢١٢ م).

وكان ملك قشتالة ألفونسو الثامن، قد خرج في العام التالي لموقعة العقاب (١٢١٣ م) لغزو أراضي الأندلس الوسطى، وأقام حيناً على حصار مدينة بياسة، وكان قد اتفق مع زميله ملك ليون أن يقوم من جانبه بغزو قطاع إشبيلية، وأمده في ذلك بقوة من الفرسان القشتاليين. ولكن ألفونسو التاسع، بعد أن سار في قواته نحو قاصرش، وحاول الاستيلاء عليها عبثاً، ومضى في تقدمه نحو ماردة، قرر أن يوقف الغزو

<<  <  ج: ص:  >  >>