للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القشتالية وحدها، وما أصيبت به يومئذ من هزيمة فادحة (١٨ يوليه ١١٩٥ م)، وتوفي ألفونسو الثاني في ٢٥ أبريل سنة ١١٩٦ م، فخلفه في مملكة أراجون وإمارة قطلونية، ولده الصبي بيدرو، وخلفه في باقي الإمارات الفرنجية، وهي روسيون وبليارش ومونبلييه وغيرها ولده ألفونسو.

وبدأ الملك بيدرو حكمه تحت وصاية أمه دونيا سانشا. وكان أول ما عمله أن دعا إلى اجتماع ممثلى الأحبار والأشراف والفرسان وممثلى الولايات والمدن، بمدينة دروقة في هيئة "كورتيس ". وفي هذا الاجتماع وافق الملك على سائر الحقوق والامتيازات، التي منحها أسلافه لمختلف الهيئات والطبقات. بيد أنه سرعان ما دب الخلاف بين الملك وأمه، ثم سوى بينهما على أن تحتفظ الملكة بملكية البلاد والحصون الواقعة في قطلونية، والتي أوصى زوجها بتركها لها.

وكان ثمة بين أراجون وقشتالة خلاف على بعض مواقع الحدود، فاجتمع بيدرو الثاني وألفونسو الثامن ملك قشتالة على مقربة من طرسونة (١٢٠٤ م) واتفقا على التحكيم في مسائل الحدود، وقام المحكمون بالمهمة، وسوى الخلاف بين المملكتين.

وقد رأينا فيما تقدم، أن الوئام كان سائداً بين أراجون وقشتالة، منذ عهد القيصر ألفونسو ريمونديس، وأن أواصر هذا الوئام قد توثقت بنوع خاص في عهد الملك بيدرو الثاني، وظهر ذلك في تحالف المملكتين على محاربة نافارا وليون، ثم ظهر في تحالفهما الوثيق ضد الموحدين في معركة العقاب (١٢١٢ م). وقد سبق أن أشرنا إلى الدور الذي اضطلع به الملك بيدرو في تلك الموقعة.

وشغل بيدرو الثاني وقتا بشئون أملاكه فيما وراء البرنيه، وهي ولاية بروفانص وبعض الإمارات الفرنجية الأخرى. ولكنه ما كاد يفرغ من هذه الشئون حتى اعتزم أن يزور رومة، وكانت له في مصانعة البابوية والانضواء تحت لوائها، فكرة لم ترق لشعبه. وذلك أنه سار إلى رومة، في عدة من السفن وعرج في طريقه على جنوة وبيزة، ويقال إنه كان يرمى إلى التفاهم مع هاتين الجمهوريتين البحريتين القويتين، على الاتفاق والتحالف على غزو الجزائر الشرقية، وانتزاعها من المسلمين. أما في رومة فقد كانت له أمنية أخطر وأبعد أثراً، وذلك أنه التمس إلى البابا إنوصان الثالث أن يقوم بتتويجه، وقد استجاب البابا لرغبته ومنحه الشارات الملكية، وأسبغ عليه درع الفروسية، وقام بتتويجه في كنيسة

<<  <  ج: ص:  >  >>